مقالات مجد الوطن

لماذا التحول الرقمي

 

يتجاوز التحول الرقمي مفهوم إدخال تقنيات جديدة، ليتضمن صياغة شاملة لأساليب العمل، تقوم على الابتكار والكفاءة والاتصال الشامل مع كل طرف مؤثر في الإنجاز، وفي بيئة تقنية واضحة تعزز الشفافية وتربي روح المسؤولية والرقابة الذاتية؛ ذلك أن التقنية تسجل كل شيء وتحلل كل شيء آنيا، وبناء على ذلك تكاد تنعدم الفجوات المعتمة المؤثرة سلبا على القرار.

ومن خلال اللوحات الرقمية والتصاميم المرئية للبيانات، تصبح مؤشرات الأداء مهيمنة على الواقع، سهلة الفهم، حاضرة للعين، مواكبة للحظة، ميسرة لمراقبة الإنجاز ومتابعة درجة الامتثال. كما أن تقنيات مثل البلوك تشين توفر مستوى عاليا من الشفافية والثقة بين المؤسسات وأصحاب المصلحة.

وإجمالا فإن التحول الرقمي أداة استراتيجية لا غنى عنها في مواجهة التحديات المعاصرة والاستعداد المبكر للمخاطر المحتملة؛ حيث تتيح القدرة التقنية الهائلة على تحليل الكميات الضخمة من البيانات على تحقيق الأمان بدرجة كبيرة. مثلا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكشف الأنماط المنحرفة في نشاط المؤسسة ويساعد في الحد من التهديدات المحتملة قبل تفاقمها، بل إنه قادر على كشف الأنشطة المالية المشبوهة، وهذا إنجاز مميز يسهم في صد المخاطر وتصميم خطط للطوارئ تعتمد على سيناريوهات مُحاكية للواقع.

وفي سياق نشاط تجهيز عمليات التحول الرقمي ينبغي الاستعداد البشري في بيئة التغيير؛ لأن احتمال مقاومة التغيير وارد، لأسباب قد ترجع إلى نقص الكفاءات التقنية، وقلة التدريب، وضخامة التهديدات السيبرانية وضعف أو انعدام البنية التحتية الرقمية المؤهلة، حيث من المهم وجود أنظمة التخطيط للموارد المؤسسية، وتقنيات التوثيق والشفافية مثل البلوك تشين وأمن المعلومات. بالإضافة إلى استلهام الدروس من السابقين الناجحين، مثل شركة أمازون. وعموما فإن مستقبل أي مؤسسة يعتمد على قدرتها على مواكبة التحول والتغيير المتسارع في عالم التقنية المثير.

 

د. إبراهيم بن عبد الرحمن بن غنيم

مدير عام مركز الاستطلاع والقياس للدراسات

 

@CPMOsa

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى