مجد الوطن
شعر / أحمد عكور
٣/ ١٠/ ١٤٤٠
قبل العيد بأيام قليلة انطفأت الكهرباء فكانت فرصة لأبحث عن لقاء مع القمر ، فبحثت عنه فلم أجده ، كان هلالا لم يولد بعد ..
فكان هذا الحديث بيني وبين القمر ..
مــــــن أي نـــافـــذة ألـــقــاك يــاقــمـرُ
وأنـــــت مـخـتـبـئٌ عــنــي ومـسـتـتـرُ
كــانـت أحـاديـثـك الـولـهـى تـرافـقني
والــيــوم لا نــغــم يــســري ولا وتــــرُ
تــعــال فــالـنـور عــنـا بـــات مـنـطـفئًا
والــلـيـلُ مـبـتـهـلًا والــقـلـب يـسـتـعـرُ
والـكـهـربـاء حــديــث بـــات يـجـمـعنا
فـــلـــن يــفــرقـنـا جِــــــنٌّ ولا بـــشـــرُ
تــعــال فــــالآن لاضــــوء سـيـفـضحنا
إلا جـبـيـنـك مــنــه الــضــوء يـنـحـدرُ
تــعـال أبـــرد فـــؤادي بـالـلـقاء فــفـي
جــوانـحـي لــهـبٌ قـــد زاده الـضـجـرُ
مـسـافر فـيـك مـنـذ الـبـدء مــا هـدأت
فِـــيَّ الـقـوافـي ولا غـنـى لـهـا الـسـفرُ
لـــيَ الــجـراح ولــي طـرفـان مـانَـعَسا
وأنــت وحــدك تــدري مـاجـنى الـسهرُ
حــتـى الـمـواعيد كـانـت رغــم لـذتـها
دمــعًــا تــرقــرق حــتـى كـــاد يـنـهـمرُ
أمـــا تـعـبت فـراقًـا ؟ طـالـما اغـتـربتْ
عـــن نـاظـريَّ الأمـانـيْ والـهـوى قــدرُ
كــنــا نــــراك عــلــى طُــرَّاحــة وبــنــا
مـن فـرحة الـشوق مـايزهو بـه الـبصرُ
تــضــمـنـا عُـــشَّــةٌ تـــزهــو بـقـامـتـهـا
كــأنـهـا لــوحــة زانــــت بــهـا الــصـورُ
حـتـى الـفـوانيسُ كـانـت مــن بـراءتها
يُـرفـرف الـضـوء فـيـها وهــو يُـحتَضَرُ
وصــوت أمــي قـبـيل الـفـجر يـوقظنا
ووالـــدي فـــي يـديـه الـنـور والـسُّـوَرُ
كـنـا نُـغَـنِّي لـوجـه الـشمس إن بـزغتْ
وفـــي الـمـسـاء يـغـني الـلـيل والـقـمرُ
لا كـــهــربــاءَ نــقــاسـيـهـا فــتـتـعـبـنـا
ولامـــكــيــفَ إلا الـــبـــابُ والــمــطــرُ
لـمـا تــراءوا هــلال الـعـيد فـي لَــهَـفٍ
حسدتُ فوق روابي الحسن من نظروا
تــعـال يـابـدر فـالـواشون قــد شـغـلوا
بـالـكـهـربـاء فـــــلا حِـــــسٌّ ولاخـــبــرُ
تــعـال فـالـلـيل فـــي اشـواقـه شَـغَـفٌ
والــعـيـد مــرتـقَـبٌ والــحـب مـنـتَـظَرُ
لــك الـجـمال ولــي مــن لـهـفتي أمــلٌ
وفــي لـيـاليك يـحـلو الـحب والـسَّمَرُ