بقلم /الزاهد النعمي
وفقا لسنة الله عز وجل في خلقه تأتي “القبيلة” في المرتبة الثانية بعد *الشعب” كاهم مكونات منظومة المجتمع الانسانية على الارض قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) …
كانت القبيلة ولا زالت تقوم بالدور المنوط بها تجاه المجتمع، ومنها تشكلت المجتمعات العربية قبائل وزعامات فرفعوا لواء العروبة لما تهاوت الدول عبر العصور القديمة ، واحتضنت دين الله القويم الإسلام ونصرته بعد نصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وقادت جيوشه في مشارق الأرض ومغاربها، محتفظة بقيم وأخلاقيات غاية في الفضيلة والنبل ، كما أسهمت قبائل المملكة العربية السعودية في توحيد هذه البلاد تحت راية قائدهم المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز آل سعود، وسطرت مواقف مشرفة ، وظل ديدنها الولاء والوفاء لقادة هذه البلاد وسندا لجهود دولتهم في تحقيق العيش الرغيد والامن والاستقرار لأبناء الوطن ومعهم في مواجهة كل ما يهدد الوطن من الداخل او الخارج ..
مؤخرا ترسخت لدى كثير من الناس فكرة مغلوطة عن “القبيلة” وصورة مشوشة رسمتها القصص والروايات في المخيلة ورسخها الاعلام المعاصر تظهر “القبيلة” مجرد ذاك المجتمع البدائي المتخلف الذي يعيش في الخيام ويرعى الماشية ويتحكم الشبخ في مصير اتباعه…
لذا لاغرابة ان يرفضها الطامحون في مجتمع مدني متحضر في ظل الطفرة التقنية والتطور العلمي في العالم بل ويحاربها الفكر الساعي للتحرر من قيود العادات والمفاهيم القديمة لاستبدالها بجديدة كالمساواة وحق الاختيار والانتخاب وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والمفاضلة وفق الكفاءة بعيدا المحسوبية والقربى او الإرث الاجتماعي في نظام القبيلة..
هؤلاء فاتهم ان المجمع البشري كيفما كان نمط معيشته واينما سكن لايمكن ان ينفك عن “القبيلة” بمفهوم الصحيح..
وفاتهم ان العالم الشهير الفيزيائي الالماني “البرت انشتاين” او البريطاني “تشارلز بيج” مخترع الكومبيوتر لابد وان يكون لكل واحد منهما بلد يتمي اليه وقبيلة ينتسب اليها مثله مثل شيخ آل مغيرة في نجد”عجل بن حليتم” اوالفارس الشاعر “نمر بن عدوان” والفرق في الإنجاز على اختلاف أنماط وتراكيب تلك النظم الاجتماعية من عشائر وقبائل وشعوب..
في نهاية المطاف واخر اليوم سيعود الكوري “كيم لي” خبير البرامج الذكية بمصنع “سامسونج” للهواتف الذكية الى منزله المشيد على طراز “الهانوك” بقرية “بوكتشون” التي تسكنها عشيرته احدى قبائل الـ”بون-غوان”
كما يعود نمر بن عدوان الى خيمته بعد يوم شاق من الفروسية والصيد والنشب..
وفي خيمة الشيخ بن حليتم للحديث بقية ..
بقلم/ الزاهد النعمي