مقالات مجد الوطن

ساكن المحراب والقصة التي قالها.

 

سلسلة تحكي سيرة رجالات محافظة البرك يكتبها الكاتب حسن زيلعي وينشرها اعلاميا ابراهيم الهلالي

تأتي الذكريات فتجعلك تمضي متأملا في تلك الأيام

ومن عاش تلك الحقبة فيبرز أمامك من الرجال

من كان لهم بين الناس من المقام أرفعه. ومن الرأي أصوبه

ومن القول أصدقه.

وكما كانت لي وقفات مع كثير من رجال البرك الاجلاء
وسيرهم.

ممن كانوا بيننا مشاعل نور

نذكر بهم وبسيرهم الجميله وكيف كانوا

بيننا يكبروننا بأعمارهم

وأعمالهم وتصرفاتهم فأكبرناهم

وتأدبنا في حضورهم واحترمنا جنابهم.

واهتدينا بنهجهم.

اليوم أتى على ذكر رجل من اعلام البرك

إمام الجامع وخطيبه

والدنا الشيخ عبدالله بن حسن منجحي رحمه الله.

رجل يأسرك عندما يتحدث حديثا هادئا

لطيفاً نافعاً.

وان اعتلى المنبر

دافع دموعه لكنها تغلبه قبل حديثه.رحمه الله.

ولي معه ذات يوم قصة.

وكان ينتظر صلاة المغرب جالسا على عتبة المسجد

فقبلت رأسه وجلست بجواره قبل الأذان
وتجاذبنا

الحديث إلى أن أتى على ذكر بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

وصمت قليلا.
فشاهدة شفتاه ترتجف وإذا به يبكي
وبصوته الاجش يقول لي.
. باكياً
الحمدالله رأيته مرتان ويعني انه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم
.
وأكمل قائلاً.
. قلت أسأل الله يارسول الله أن لايخزينا يوم لقاءه.
هكذا قال رحمه الله

وفي أثناء حديثه الشيق رفع بيده طرف

غترته البيضاء التي تشبه نقاء قلبه وسيرته
ماسحا بها وجهه المتلألأ.

فرفع المؤذن الأذان يرحمهم الله جميعاً.
فصمت وبدأ يردد مع المؤذن.

وقام ومازال متأثرا بما قال وانا مدهوشا بما اسمع
من هذا الشيخ المبارك.

ثم أمنا لصلاة المغرب.
فماكاد أن يتمها من البكاء.
وهو يدافع رقة قلبه وتأثره.

هكذا كانوا فأكرمهم الله بصلاح ذرياتهم
فبلغوا
من العلم أرفعه ومن حسن السيرة والخلق أجمله.

رحم الله تلك الوجوه الطيبه التي مازالت سيرهم
تعلمنا وتنير لنا دروب الخير والنهج الصالح
دون تزمت أو غلو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى