مَاذَا أقُولُ لِرُوحِي وَهِيَ تَسْألُنِي
مَاذَا سَتَكْتُبُ عَنّي أيُّها القَمَرُ
مَاذَا سَتَكْتُبُ عَنّي في الهَوَى فَأنَا
غَمَامَةٌ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ تَسْتَعِرُ
رَيْحَانَةٌ تَتَلَظّى جَورَ وَحْدَتِهَا
لا صَاحِبٌ لا حَبِيبٌ فِيهِ أعْتَصِرُ
لا صَاحِبٌ دِفْؤُهُ يُطْفِي لَظَى وَجَعِي
فَفِي شِفَاهِي رَحِيقُ الشَّهْدِ والسَّكَرُ
أعِيشُ وَحْدَةَ قَلْبٍ لَيْسَ يُشْبِهُهَا
إلّا وَحِيدَةُ طِفْلٍ مَسَّهُ الضَّرَرُ
أرَاقِبُ النَّجْمَ فِي عَلْيَائِهِ أمَلَاً
مَتَى يَطُلُّ رَفِيقُ العُمْرِ والسَّمَرُ
مَتَى أقَبِّلُ خَدَّيْهِ ، يُقَبّلُنِي
مَتَى يُدَاعِبُنِي فِي حُضْنِهِ العُمُرُ
مَتَى يَزِمُّ شِفَاهِي يَنْتَشِي طَرَبَاً
مَتَى يُقَبِّلُ ثَغْرَاً شَفَّهُ الْكَدَرُ
مَتَى يُقَلِّبُنِي حِينَاً يُطَارِحُنِي
حُبَّاً لِيَذْهَبَ عَنْ أحْدَاقِيَ السَّهَرُ
مَتَى نُغَرِّدُ فِي دَرْبِ الهَوَى وَأَنَا
مَابَيْنَ كَفَّيْهِ سَكْرَى أيُّهَا الْمَطَرُ
بَيْنَ الذِّرَاعَيْنِ فِي أطْرَافِ لَوْعَتِهِ
فِي مُقْلَتَيْهِ وَفِي نَفَثَاتِهِ الزَّهَرُ
علي بن حسين الصميلي