……….
أشرقَ الصُبحُ وتغريد الطيورْ
وقوافي الشعرِ ترقصُ في الصُدورْ
هذه جازان تزهو فرحاً
تنزلُ الامزانُ ، تُعْطِيناَ السرورْ
وحقولُ الفلِ في السهلِ غدتْ
تنْثرُ الأفراحَ والوانَ الزهورْ
سيلُ وادي الدحن زَمْجرَ هادِراً
وجبَالُ الريثِ تبدو كالقُصُورْ
هذه جازانُ في الجو المطيرْ
من جبل فيفا إلى أقصى البحورْ
تلبسُ الأخضرَ في صبحٍ أتى
حُسْنُها بَادٍ على كل العصورْ
قد حبَاها اللهُ جَوّاً ماتِعاً
واميراً سَطَّرَ المجْدَ حبورْ
قد بنى للمجدِ صَرْحاً في الرُّبا
شَيَّدَ البنيانَ، عَمَّرْها جُسُورْ
شَجَّعَ العِلمَ وطِبٌّ قد نمى
فَرِحَتْ فرسان لليَمِّ عبورْ
ألْبَسَ الحسناءَ ياقوتاً وقدْ
زادها الإجْلالُ حبّاً في الصدورْ
إن اردتَ السَّهلَ تلقى راحةً
وجنانُ الفلِ تهديكَ العطورْ
من أراضي الصينِ يأتي سائحٌ
من جبل لبنان ، من أنحاءِ صورْ
هذه طلانُ يكسوها السحابْ
وسقيدُ النخلِ تَسْبحُ في البحورْ
وزهورُ الفلِ والكاذي غدتْ
إن أتى النسناسُ للطيبِ حضورْ
أنتِ ياجازانُ هامةُ رأسنا
دونكِ الأرواح وإلا في القبورْ
في رُبَا المخلافِ تسمو اُلْفَةٌ
في الحشا جازان صِدْقاً ليسَ زورْ
اُسْدُنا في الغَابِ تحمي حَدَّنَا
ورجالُ الموتِ في الجو صقورْ
يحيى بن علي البكري