كان أخي الدكتور أحمد البهكلي رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته،
محاضراً ورئيس قسم اللغة العربية في كلية المعلمين في الرياض وانا محاضراً في قسم العلوم في نفس الكلية.
ثم انتقل عميداً لكلية المعلمين في جازان وزاملته أيضا في جازان عندما كنت رئيساً لشؤون الطلاب .
هذه مرثيتي في فقيد جازان وفقيد الأدب والثقافة والشعر وفقيد الساحة الثقافية العربية. الدكتور أحمد بن يحيى البهكلي رحمه الله.
جاء نعيٌ في الضحى من مخبرٍ
يبكي في الأنحاء موت البهكلي
فتسَمّرتُ مكاني مُرْعَباً
كادَ ذاكَ العلمُ يُدْني اجلي
وبكى قلبي فِراقاً شاسِعاً
احرقَ الخدين دمعُ المقلِ
كم تبادلنا احتراماً سامِقاً
يا رفيقاً في الزمانِ الأمثلِ
القوافي والثقافي اظلمتْ
والليالي البيض قبل المحفلِ
حتى ذاك الشط في البحر بكى
وهمتْ دمعاً سفوحُ الجبلِ
وبكى الفل في جعبٍ مائسٍ
وبكى الطلابُ خَلْفَ المعملِ
غادر الأوطانَ أحمدُ تاركاً
منبراً للشعرِ صفاً أولي
فقدتْ جازان نجماً لامِعاً
كان يَهدي المجدَ ثوباً مخملي
فقدتْ جازان ابن البهكلي
كادتْ الأحزانْ تَقْطعُ مفصلي
حزنتْ صبيا وفيفا والغرى
وسهولُ القوز تبكي في حلي
وتكسّرَ الموجُ في بحرٍ هائجٍ
حين جاء العلمُ موت البهكلي
اصطفاك الله للأخرى ضحىً
قد كساك الله ثوباً مخملي
الثرى يدعو وقبرٌ باسمٌ
وهمومُ الارضِ حتماً تنجلي
ودّعَتْ جازان رمزاً غالياً
في جنانِ الخلد أعلى منزلِ
يحيى بن علي البكري
