مقالات مجد الوطن

اليوم الوطني: أبعاد ودلالات

 

خالد ضيف الله الزهراني *

اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي يصادف يوم 23 سبتمبر (الأول من الميزان) كل عام هو مناسبة مميّزة محفورة في ذاكرة كل مواطن سعودي، هذا اليوم المحوري الّذي تحقّقت فيه الوحدة وأزيلت الفرقة والتشرذم والشتات على يد القائد الملهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود هو اليوم الذي يشكل نقطة تحول في ذاكرتنا الجمعية نستقرئ فيه الكثير من المعاني والقيم الأصيلة التي تشكل نبراساً للحاضر والمستقبل.
ما مرت به بلادنا من نقلات وتحولات تنموية على مدى 91 عاماً يكشف عن حجم الإرادة الصلبة ومساحات العزيمة التي انصهرت تفاصيلها في أفعال هؤلاء العظماء الذين حوَّلوا الحلم الى واقع صارت معه بلادنا ترفل في أثواب النهضة المطرزة برؤية تنموية رسمت ملامح الحاضر والمستقبل وشملت في مستهدفاتها جميع القطاعات لتصل الى الهدف الأول وهو الإنسان الذي يعتبر أغلى الثروات.
لقد كانت رحلة التحول قصيرة في عمر الزمن، فمنذ اعلان الدولة عام 1932 م انبرت بلادنا بقيادتها الرشيدة تسابق الزمن في مشروعها النهضوي الكبير الذي بدأت ارهاصاته الأولى منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله وسار على نهجه أبناؤه الملوك البررة من بعده رحمهم الله وصولاً الى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين واضع الرؤية وعرَّابها الذي سبق في تفكيره الذهني عمره الزمني فقدَّم مشروعا تنموياً يليق بحجم بلادنا ومكانتها الإقليمية والعالمية من خلال رؤية المملكة التي قامت على عدد من المحدِّدات والمرتكزات وكانت محاورها ومستهدفاتها من المحطات المهمة جداً في تاريخ هذا البلد العظيم، حيث دعمت مكانة المملكة وأبرزت الثقل الاقتصادي الذي تتمتع به وعزيمة انسانها وطموحه البعيد.
إن هذه الحراكات التنموية أضفتْ مذاقاً خاصاً على احتفائنا باليوم الوطني، وحرَّكت ذلكم الإرث الفكري الأصيل الذي استلهمه المواطنون من ماضيهم العريق وسخَّروه بدعم قيادتهم من أجل حاضرهم ومستقبلهم الذي يبشر بالمزيد من الثراء المعرفي والإثراء التنموي مستلهمين خارطة الرؤية في انطلاقتهم نحو المستقبل.
ان لهذا اليوم تقديراً خاصاً وقيمة مضافة في قلوبنا كمواطنين سعوديين ننتمي لهذه البلاد والتي نسأل الله أن يديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ لنا حكامها وشعبها المخلصين تحت راية التوحيد (لا إله الا الله، محمد رسول الله) وأن يعزها ولا يعز عليها.

*مدير إدارة الدعم المؤسسي بجمعية البر بجدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى