في رحيل شقيقي وأستاذي/ عبدالرحمن محمد الأمير
الذي وافته المنية صباح السبت 1443/7/18هـ
2022/2/19 م
وَدَّعتُكَ اللهَ..والآهاتُ مَحْرَقَةُ
في أَضْلُعٍ حَمْحَمَتْ والرُّوحُ باكِيَةُ
فَفي فُـؤَادي بَراكيناً تُفَجِّـرُهـا
ذِكْرَى وَداعٍ بِهِ ما تَمتَمَتْ شَفَةُ
يا عَينُ جَودي عَليها واطفِئِي لَهَباً
صَلَاها مُتَّقِداً والحُزنُ عاصِفَةُ
ماذا يَقولُ مُحِبٌّ كانَ يُسعِدُهُ
إطلالَةٌ مِنْ سَناها الدَّارُ مُشْرِقَةُ
فِداكَ نَفسي أَيَا صَرحاً هَوَىٰ فَبَكَتْ
عَلِيهِ أَرضٌ وأَطـلالٌ وأَوديَـةٌ
مَعْشوقَةُ الغَيمِ في مَنآكَ أخرَسَها
رَحيلُكَ المُـرُّ والأَطيارُ صامِتَةُ
بَكَتْكَ كُلُّ ضِفافٍ كانَ يَغْمُرُها
مَنْكَ ابْتِسامٌ وَضِحكاتٌ وَوَشْوَشَةُ
أَواهُ يا صَرخَةً في مُهْجَتي حُبِسَتْ
والنَّاسُ أَعيُنُهُمْ بِالدَّمعِ مُغْرَقَةُ
شََكوايَ حاوَلْتُ في الآفاقِ أَطلِقُها
فَأُلْجِمَتْ بَينَما لِلوَجْـدِ هَدهَدَةُ
يا سَطوَةَ الفَقْدِ في روحٍ مُكَسَّرَةٍ
إِذا استَقامَتْ مَعَ الأَوزانِ قافِيةُ
بَينَ الحَنايا أَنيني باتَ مُعتَكِفاً
كَأَنَّما الرُّوحُ لِلأَحـزانِ صَومَعَةُ
أَخي حَبيبي يَظَلُّ السَّبتُ في نَظَري
بُؤْساً وَفي كُلِّ سَيْرٍ أَنْتَ لي جِهَةُ
رَحَلتَ يا نِصفيَ المَزروعَ في جَسَدي
فَضاقَ بي الرَّحبُ والآفاقُ واسِعَةُ
تَعَلَّقَتْ فيكَ روحي مُنْذُ نَشْأَتِها
فَكيفَ أَسْلوكَ والآهاتُ مُشْرَعَةُ
كَمْ أَحرَقَتْني بِمـاءٍ وَدقُهُ حِمَمٌ
تَنْسابُ مِنْ مُقَلٍ والعَينُ مُغْمَضَةُ
قَد كُنْتَ يا شَمْعَةَ الجُلَّاسِ تُسعِدَنا
واليومَ دُسَّتْ بِجَوفِ الأَرضِ جَوهَرَةُ
صَلَّتْ عَليكَ جُمْوعٌ كُلَّها اتَّفَقَتْ
تَروي سَجاياكَ فَخْراً وَهْيَ باكِيَةُ
لَكَ الدُّعاءُ بِصَوتِ الحُبِّ أَسْعَدَني
بِهِ إِلَى خالِقـي..الأَفـواهُ لاهِثَةُ
رِفاقُكَ اليومَ والطُّلابُ في حَزَنٍ
يَبْكونَ فَقْدَكَ والأَركانُ باكـيَـةٌ
سَبّورَةُ الفَصلِ تَبْكي حُسنَ ما نَقَشَتْ
بَنانُكَ الحَرفَ والأقْلامُ شاهِدَةُ
عُذْراً أَبا خالِـدٍ..حَرفـي يُعانِدِهُ
حِـبْرٌ تَبَخَّـرَ..وَالأَفـكارُ عاجِـزَةُ
سَمَوتَ يا سَيِّدي والحَرفَ أَلْجَمُهُ
بُلوغُكَ المُنتَهَىٰ.. فاستَعْصَمَتْ لُغَةُ
مِنْ بَعدِ مَنْآكَ خانَ الصَّبْرُ وِجْهَتَهُ
فَتُهْتُ في ظُلمَةٍ والدَّمعُ بَوصَلَةُ
ماذا أَقولُ وَمَنْ في الأَرضِ يُسْعِفُني
بَعْضَ الكُليماتِ والأَفْواهُ مَغْلَقَةُ
ماذا أَقولُ إِذا فيكَ الخِصالُ سَمَتْ
وَفي مُصابي تُحيطُ الحَرفَ تَأْتَأَةُ
فيكَ المَعاني إِذا ما شِئْتُ أَحصُرُها
قَضَيتُ عُمْراً وَما وَفَّتْكَ مَكْرُمَةُ
ما مِنْ صِفاتٍ بِها لِلمَدحِ مَفْخَرَةٌ
إِلّا وَأَنْتَ عَلَىٰ هـامـاتِـها سِمَـةُ
أَبوكَ يا خالِدٌ إِنْ غابَ عَنْ نَظَري
بِحُبِّهِ في دَمـي تَنْسابُ أَورِدَةُ
عَـزاؤُنا كُلُّـها الأَحيـاءُ فـانـيَـةً
واللهُ رَحمَـتُـهُ لا شَكَّ واسِـعَـةُ
فَسُنَّةُ المُوتِ لا تُبْقي عَلَى أَحَدٍ
وَحِكْمَةُ اللهِ في الأَكوانِ ماضيَةُ
وَعدٌ لِمَنْ صَبَروا بِالفَصلِ بَيَّنَهُ
لِكُلِّ نَفْسٍ بِما يَقْضيـهِ راضِـيَةُ
في جَنَّةِ الخُلدِ رَبُّ العَرشِ يَجْمَعُنا
بِإِذْنِهِ والقُطوفُ الخُضْرِ دانيَةُ
عبدالله محمد الأمير
تاريخ النشر
1443/9/8