مقالات مجد الوطن

هل أنت كثير الشكوى؟

 

كثير الشكوى هو الشخص الذى كلما قابلك انهال عليك بكم المآسى والمشاكل التى يعيش فيها ، و إذا قدمت له من حلول لمشاكله أغلق ابواب تلك الحلول .

 

كأنه يتمني عدم الانتهاء من تلك المشاكل، فهو يراها محور حياته .

 

هناك من الناس ممن لا يجيدون سوى الشكوى ،و الشخصية كثيرة الشكوى تقوم بتفريغ ضغوطها مع أقرب الناس من حولها

و تحب مشاركة الناس لأدق تفاصيل حياتها .

 

الشكائين الذين يعجزون عن النظر إلى الحياة بطريقة إيجابية،يشكلون عبئا على أنفسهم ومن حولهم .

 

كثرة الشكوى والتعود عليها يؤدي إلى القنوط واليأس من نعمة الله .

 

من الناحية الدينية يكون المتذمر أو الشاكي في مكانة غير محمودة .

 

يخشى على الشخص المتذمر وكثير الشكوى أن يكون معترضا على ما قسم الله سبحانه وتعالى له من رزق ونعم في الحياة، وهذا ضرب من عدم الرضا الذي يؤثم عليه، فقد حث الخالق سبحانه وتعالى على التحدث بنعمته في قوله (وأما بنعمة ربك

فحدث).

 

من الناحية النفسية نجد أن للشاكي تأثيرا سلبيا على محيطه كونه يجبر الآخرين على الاستماع إلى شكواه، وأحيانا التصرف وفقها، فهو ينقل الطاقة السلبية ،حيث تنقسم مواقف الآخرين منه إلى نوعين الأول هو المتعاطف معه، والذي يمكن أن يحزن ويتأثر نفسيا من تلك الشكوى، والصنف الآخر الذي لم يعد يطيق الاستماع إلى تلك الشكاوى .

 

قد يكون الشاكي أحد الوالدين أو صديق مقرب أو حتى المدير في العمل، لذا ينبغي على الشاكي أن ينتبه إلى نفسه ويحد من فكرة الشكوى فالناس لا يميلون إلى الحزن بطبيعتهم والشخصيات المبتسمة تكون أكثر تأثيرا فيهم.

 

هناك أشخاص يحبون دور الضحية ويستمتعون بهذا الدور حتى إنهم لا يرغبون بالخروج من هذا الدور حتى لو حلت مشاكلهم، وهؤلاء الناس يمكن أن نسمعهم مرة ومرتين وثلاث، ولكن بالنتيجة نصل إلى مرحلة الملل منهم، ومن شكواهم فنبتعد.

 

صفاتهم الشخصية :

 

_ ليس لديهم رغبة في إصلاح حياتهم و تطويرها

_ لوم الآخرين على أفعالهم حتى لو كانت خارجة عن إرادتهم كا ازدحام المرور ، ارتفاع درجة حرارة الجو

_ يفضلون تنظيم الأمور وفق مصلحتهم فقط

_ دائم يضعون اللوم على الآخرين

_ يفضلون تنظيم الأمور وفق مصلحتهم .

_ يتصفون بالعصبية و التصرف الطائش .

_ يتصفون بالأنانية الشديدة .

_ يفتقرون لمشاعر الرحمة .

_ إذا كان متزوج دائما يتحدث عن معاناته مع زوجته و أطفاله.

_ لا يتحملون المسؤولية .

_ يعيشون دور الضحية

 

على العموم الشكاؤون يسببون لي الكآبة وهذا أمر أقوله من دون مبالغة؛

فحين استمع إلى شخص يشكو ويستمر بالشكوى بينما تكون حياته أفضل بكثير من غيره، أحزن وأشعر أن علينا أن نوقف الشكائين عند حدهم لأنهم ينقلون إلينا أمراضهم النفسية ومشاكلهم وازعاجاتهم.

 

على العموم الشخصية كثيرة الشكوى قد تقوم بإسقاط ضغوطها و حالتها النفسية على الآخرين حتى لا يحسدها أحد ، ومنهم من يمتلك عقدة الاضطهاد ويشتكي دائما من ظلم رؤسائه، لكنه في الحقيقة قد لا يكون كفؤا في عمله .

 

أعتقد أن الشكوى جزء من شخصية الإنسان وهي عقده تكبر بداخل الانسان ومن لا ينجح في السيطرة عليها سيجد نفسه وحيدا نهاية الامر .

 

لاننا في الحقيقة لا نكون بحالة نفسية جيدة، حيث نستمع لشكواهم المتكررة.

 

الشكائين الذين يعجزون عن النظر إلى الحياة بطريقة إيجابية، يشكلون عبئا على أنفسهم ومن حولهم،

 

أتمنى أن الشخص الشكاء يدرك ما يفعله بنفسه وبالآخرين، وكيف انه يتحول إلى شخص منفر، يبتعد عنه الناس، ونحن نصادف هذه الاصناف من البشر بكثرة، وخصوصا في العمل.

 

في النهاية الشكوى ليس سلوك خاطئ و لكن عندما يزيد عن حده يعتبر سلوك غير مرغوب فيه

 

الكاتبة : ندى فنري

مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى