محمد الرياني
قدم من الشاطئ الشرقي نحو جنوب الشاطئ الغربي ، حضرت معه رائحة الأمس البعيد ، التوقيع ، المظروف ذو اللون الغامق البسيط ، وذكريات قرص الدواء الذي ذكرته بجائزة الأدب ، استقر في نادي جازان الأدبي في المكان المفضل لعملاق الأدب حجاب بن يحيى الحازمي الذي صادق على الجائزة في ذلك الوقت ، افتتح حديثه بالسر الذي لم يفصح به لأحد ، عرض على جمهور النخبة المظروف الذي حمل تهاني الفوز الاستثنائي منذ عقود ، فاز قرص الدواء بجائزة نادي جازان الأدبي ، كان الوصالي شابًّا يافعًا قبل ثلاثة عقود وكان نادي جازان الأدبي عملاقًا أدبيًّا وهو في عقده الثاني منذ تأسيسه ، أفصح الوصالي في أمسية رشفات السرد عن حبه الكبير وأنه احتفظ بهذا الحب حتى اللحظة المناسبة لإعلانه ، جاء الشتاء إلى جازان لتكون أمسيات الأدب هي نار الاصطلاء التي أضاءت الذكريات وأعادت شذى التواقيع وأبجديات الإبداع .
قال الوصالي في أمسية السرد قولًا جمع حسنيات الكلام والإبداع ، امتزج الطب وعلم النفس والنقد والسرد القصصي في نفَس واحد على طراز مايفعله الكبار المتفردون ، تسعون دقيقة من الإمتاع والإشباع الأدبي صفق فيها كثيرًا جمهور الأدب في نادي جازان الأدبي ، اجتمع نسيم الساحل الشرقي بنسيم الساحل الغربي فتضوعت النسائم أدبًا يشبه روعة الشتاء وجماله في جازان.
شكرًا د.عبدالله الوصالي وشكرًا د. رشيدة محزوم التي أثرت ليل الأدب بحضورها الناقد المتفرد والمتوهج وشكرًا للأديب القاص الأنيق أحمد القاضي الذي أدار أمسية استثنائية ضمن أمسيات شتاء جازان على قاعة واحد من أهم وأكبر معاقل الأدب في بلادنا وهو نادي جازان الأدبي .