تؤثر كلمات الانتقاد على المتلقي بشكل عميق ، وتؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه ، و تشككه بقدراته على فعل الأشياء بشكل صحيح والاسلوب الخاطئ في النقد قد يتسبب في جرح مشاعر الآخرين ، التقليل من شأنهم ..
من الذوق أن لا تنتقد اهتمامات الآخرين ولا تستخف برأيهم،كل شخص له عالمه، الذي يحبه ويدور في فلكه ،وطريقته في الحياة، والوعي بذلك يكسبك حكمة التعامل مع البشر باختلافهم …
جيد أن ننتقد الطرف الآخر لتحسين الاداء مما ينتج عنه سرعة التطور والتقدم ، لكن علينا اتباع اسلوب نقد جيد حتى لا يأتي النقد بنتائج عكسية…
كلنا بحاجة للنقد البناء، الذي يهدف إلى تقديم ملاحظات مفيدة، لمساعدتنا على التحسن ، وفي كثير من المواقف النقد الصحي ضروري لنا ، للنمو على المستوى الشخصي ..
من القواعد التي تساعدك على النقد البناء :
– أن يكون مباشراً وبأقل قدر من التجريح ، لأن التلميح و التعليقات السلبية سيربك الطرف الآخر ويشعره بالإهانة …
– أن يكون محددا ، يجب انتقاد الفعل لا الشخص نفسه، اجعل النقد متمركزاً حول العمل أو المهمة المحددة ، لأن انتقاد الشخص سيجرحه ولن يشجعه على إجراء تغيير إيجابي ليكون أفضل …
– تجنب الهجمات الشخصية أو الأحكام ، ولا تستخدم عبارة أنت مخطئ : ينصح بإضافة بعض المجاملات الكلامية ،خلال توجيه الانتقاد حتى يستسغه الشخص بصورة أسهل ، وذلك بذكر مزايا الشخص إلى جانب النقد الموجه .
– قدم المديح للنقاط القوية وبعض الإطراءات ..
– اقتراحات لا أوامر : حاول أن لا يكون الانتقاد في صورة أوامر كأن تقول ” يجب عليك أن تفعل كذا ” قل مطلوب منك إنجاز العمل بطريقة أخرى يمكن تكون أفضل …
– النقاش : إذا انتقدت شخصاً أعطه المجال بفتح باب النقاش بعد توجيه النقد والاستماع لتبريره خاصة في مجال العمل واستمع اليه فهذا يعزز شعوره بأن مشاعره وآراه محل تقدير ،ويدفعه لتقبل النقد وتطوير الذات …
أما كيف تتعامل أنت مع الانتقاد ؟
تعامل مع الانتقاد بشكل مهذب وهادئ ، حاول فهم وجهة نظر الناقد دون الدخول في نقاشات محتدمة ، أظهر تفهمك للنقد الإيجابي ، وقدم الشكر لمن يقدم ملاحظات بناءة ، ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي ، عندما يكون لديك عدم رضا عن الناقد نفسه ،
كما علينا عدم انتقاد الآخرين في غيابهم ، والسخرية والاستهزاء بهم ، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة بقوله:
ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته. رواه مسلم، وغيره.
ما أجمل النقد عندما يأتي من شخص ذو مستوى عالي ، أي مثقف ومبدع بعيد عن التأثيرات الشخصية، يمكنه التمييز بين الجيد والردئ ، وخبير في مجال معين ، بحيث يمكنه تقييمنا بأمانة ولا يبالغ في النقد والبحث عن الأخطاء والعيوب وفقاً لمعايير صارمة ، حتى لا تثبط عزيمتنا ،و تتعطل علاقاتنا مع الاخرين ، وخاصة إذا كان لدينا حساسية للنقد …
ندى فنري
أديبة / صحفية
كوتش علاقات
