نحن على أبواب الإجازة الصيفية و أغلب الأطفال سوف يقضون أوقاتهم في اللهو و العبث و تضيع الوقت و صرف الطاقات بدون جدوى ….
كما يحلو للبعض مشاهدة التلفاز فترات طويلة و اللعب بالإلكترونيات ، و السهر لأوقات متأخرة من الليل …
إن شاشة النت سلاح ذو حدين ، الأول يعني :
الاستزادة من الخير و العلم و المعرفة ،فالتكنولوجيا تفتح للطفل و المراهق آفاق كبيرة
و الثاني :
إضاعة الوقت
و بلمسة زر يأتي للطفل
و المراهق كل أسرار العالم من حوله .
فترة العطلة الصيفية لا تقل أهمية عن تلك الفترة التي يقضيها الطلاب على مقاعد الدراسة .
فلها أيضاً دوراً مهما في صقل الأذهان وبروز المواهب والهوايات.
ففيها يتحرر الطالب من الالتزام بالمواقيت التي يتقيد بها خلال العام المدرسي ، فلا يكون لكل عمل يقوم به وقت محدد، فإحتساب الوقت خلال العام الدراسي يجعل فترة الجلوس مع الوالدين قصيرة نسبيًا، وبالتالي لا يكون لديهما الوقت الكافي للإستماع إلى كل ما يواجهه أبنائهم من مشكلات، فيما يكون حضورهما أكبر خلال العطلات فيتاح لهما الوقت الكافي للاستماع إلى أبنائهما والإجابة عن أسئلتهم، واكتشاف رغباتهم ومراقبتهم عن كثب، مما يساعدهم في بناء ثقتهم بأنفسهم في إطار الدفء الأسري .
لذلك تعتبر العطلة هي فرصة سانحة لتجديد النشاط وطرد شبح الملل وفرصة حقيقية للتواصل الإجتماعي والإنساني الذي يندر فى أيام الدراسة …فهي ليست وقت مهدور ولكنها مساحة حقيقية للخروج من النظام الدراسي الدسم الى فُسحة لتنشيط الذهن وإنعاش النفس ….
يؤكد اختصاصين علم نفس التربية أن العطلة الصيفية تساهم بشكل كبير في تطور قدرات الطالب الذهنية والتعليمية ولكن في إطار مختلف وضمن نشاطات ترفيهية متنوعة ، إذ أن أجواء العطلة الصيفية وما يرافقها من نشاطات فضلاً عن حضور الأهل شبه الدائم مع الأبناء تساهم بشكل كبير في تعزيز قدرات الطالب الفكرية والنفسية على حد سواء، حيث إنها تعد بمثابة فرصة جيدة للراحة والاسترخاء وإعادة شحن الدوافع والهمم استعداداً للعام الدراسي الجديد .
كل ما علينا هو الاستثمار الأمثل للوقت، و استغلال الإجازة لتنمية مهاراتهم .
و من هذه الطرق :
بداية هنأ الطفل على ما أنجز بالعام الماضي
و شجعه على الحوار .
تقبل علاماته .
تعرف على طريقة تفكيره و ضع خطة صيفية مناسبة مسبقا أي قبل الإجازة .
تنظيم الوقت :
علينا تنظيم الوقت حتى لا نشعر بالإجهاد و التعب
وضع جدول يومي أو اسبوعي مع المرونة و السماح للطفل في كيفية التعامل مع الوقت و الزمن و العمر .
إذا أردت أن يواظب طفلك على القراءة يجب أن تقرأ أولاً ، سواء أن تقرأ له إذا كان عمره صغير أو تشجعه على القراءة .
عليك أن تساعده في اختيار كتب و قصص مفيدة له .
شاركه الحديث حول ما يقرأ و أسرد عليه القليل مما تقرأ .
أجب بوعودك له .
اجعل طفلك يشعر بأهميته و مكانته و أن له قدرات وهبها الله له .
علمه كيف يضع لنفسه مبادئ و واجبات و يتبعها و ينفذها .
علمه كيف يعمل ضمن فريق .
شجعه على توجيه الأسئلة .
أفصح عن أسباب أي قرار تتخذه .
اروي قصصاً عن طفولتك.
علم طفلك كيف يرفض
و يقول ( لا ) للخطأ .
علمه كيف يدافع عن نفسه و جسده .
لا تهدده على الإطلاق أعطه تحذيرات مسبقة .
جرب شيئاً جديداً له و لك ، في آن معاً مع معرفة النتائج .
علمه كيف يصلح أغراضه و يرتبها .
شاطره أحلامه و طموحاته و شجعه على أن يتمنى .
علمه على اختلاف الجنسين بين الذكر
و الأنثى من وحي القرآن الكريم .
علمه القيم و المبادئ السليمة .
علمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته .
امدح أعماله و إنجازاته و علمه كتابتها .
علمه كيف يتعامل مع الحيوان الأليف .
اعتذر له عن أي خطأ واضح يصدر منك .
اجعل له يوم فيه مفاجآت .
عوده على قراءة القرآن الكريم كل يوم .
علمه أن يصلي معك و اغرس فيه مبادئ الإيمان بالله .
علمه صلة الأرحام و زيارة الأقارب و بناء العلاقات الاجتماعية .
احكي معه بحكمة و تروي و وعي و نضوج دون ضغط أو إهمال و لا تلوح له أي نوع من العقاب البدني أو اللفظي .
أخبره أنك تحبه فهذا يررع فيه الثقة بالنفس .
أشركه في المعسكرات الصيفية و ممارسة السباحة ، أو لعب الكرة في النوادي ، أو القيام برحلات سياحية تعليمية ترفيهية مع الأصدقاء أو بصحبة الأهل .
و هكذا نرى أن الإجازة الصيفية مناسبة هامة للآباء و الأمهات لمراجعة النفس و مراجعة أساليب تعاملنا مع أبنائنا ، كل ماعلينا أن نسعى لتوفير مايمكن توفيره لإسعاد الأطفال و تسليتهم و قضائهم لأوقات مفيدة و مثمرة في العطلة .
ندى فنري
أديبة / صحفية
