بقلم الدكتورة / فتيحة بن كتيلة
اتصلت بي ليلا وقت متاخر وفي العاجة لا ارد على المكالمات في هذاةالوقت خاصة الارقام الغريبة ،لكن رنها المتواصل والحاحها ،جعلني ارفع الهاتف
الو نعم ..مرحبا استاذة احتاج استشارة ،مستعجلة من فضلك.
نعم لنلتقي غداةعلى الساعة الرابعة مساء .
جاءت مسرعة ، متلهفة ،وقالت ليس لمشكلتي حل .
ابتسمت وقلت لها وجهة نظرك ،لكن لماذا ؟
ثم بدات تسرد ، تاملت حالها وهي تحدثني عنه، انه فارس احلامها ولم تعرف رجلا قبله ، خزنت كل مشاعرها لتكن له وحده فقط ، كان الامل الكبير في حياتها، والامنية التي طالما تمنتها ودعت الله راجية باكية ان تحضى بها،
وكان السند الذي تتكأ عليه، وكان القلب
الحنون الكي يغدق عليها الحب والاحتواء، والرجل الذي يخاف عليها من عبث الهواء ،
رسمت حلما ابديا وعاشت في قوقعته لم تعطي لنفسها فرصة اكتشاف الاخر،او مكاشفة مشاعره،
كيف عرفتيه .
عرفته صدفة امام باب المستشفى ،ذلك اليوم لا ينسى كنت منهكة ومهزومة وخائفة ان يموت بابا ،فهو سندي .
كنت متوترة وابكي بحرقة ، فساعدني ووواسني وهو كذلك كان مع والدته وهي في ايامها الاخيرة كانت مصابة بسرطان الرحم.
اذكر جيد كيف استطاع ان يخرجني من ازمتي بعد وفاة والدي ..فكان السند والملاذ والامان .
ثم اجهشت بالبكاء.
حدث ما بدد احلامي وجرح مشاعري ، وكسر قلبي ، فبعد ما وعدني بالخطبة وبعد الكثير من العهودوالوعود والمواثيق والمواقف والتضحيات وبعد علاقة دامت اربع سنوات من التواجد والتعلق والحب ،والخلافات الاعتيادية بين اي شخصين على موعد زواج ،
اخبرني ذا ت مساء ان الارتباط بيننا مستحيل ، وان علاقتنا فاشلة ، وان والدته لن توافق عل زواج خارج العائلة .وان الدته مريضة ولا يستطيع ان يكسر خاطرها ….
قالت قلت له وخاطري… واربع سنوات ..
لناذا هذا الكلام لان فقط بعدما وعدتني وجعلت اتعلق بك.
قال لها ….نعم احبك ولكن التوافق بيننا لا يشبر بعلاقة زواج ناجحة، ولنه يحبها زسيظل يحبها في قرارة نفسه، ويخاف عليها ، وسيسال عنها وان احتاجت شئ تتصل به .
وطلب منها ان يكونا على تواصل ولا تمنعه من السؤال عنها والاطمئنان عليها.
اقنعها انه يحبها وعدم الزواج منها لمصلحتها ، وهي تستحق رجل افضل منه،
كل الاعذار المذكورة خاطئة وكاذبة زلم تكن علاقة حب بينهما ،قد يكون تعلق مرضي ،او حب تسكين الالم ، فمن يخب بصدق لا ينهي ذلك الحب باوهام ، وسيسعى للوصول الى منويحب زيكسر كل الحواجز ، ولن يياس ويحاول مرارا وتكرارا، ولكن الظاهر لم يكن على قدر من المسؤولية ،ولم يكن في مستوى الوعد والعهد ،ولا مستوى الحب والارتباط، والاكيد امثال هؤلاء لا ينهي علاقة الا وقد بدا علاقة اخرى مزيفة بسيناريو اخر، واصراره على الاطمئنان عليها ومهاتفنها ليس حبا بل وضعها في صندوق الاحتياط ،فهؤلاء يخافون الوحدة .ودوما يختاجون ضحايا يقتانون من ضعفهم .