مقالات مجد الوطن

اللهم لك الحمد حتى ترضى 

بقلم الكاتب د /تركي أحمد العبيدي

🌴تجربة جديده دفعت بعض الأثرياء أن يغوصوا لسفينة التايتانيك .

الأجواء حماسية ومثيرة وخاصةً بعد تغطية الرحلة بالفضائيات ، ربع مليون دولار للراكب ( مبلغ يكفي لشراء شقة وسيارة وتأمين تعليم أبناءك و تزويجهم مثلاً )

المهم

🌿بدأت الغواصة بالنزول ، الإثارة كبيرة ، وكلّ لحظة ثمينة ، يتبادلون الدهشة ( انظر هنالك حبّار ، شاهدوا من نافذتي قرش كبير ، تعالوا هنا غابة مرجانية …)وصلنا لـألف متر .

التقطوا صُوراً ، شربوا وغنّوا وضحكوا ، وصلنا لألفي متر عمقاً .

فجأة ، صوت مفزع لانفجار هزّ الغواصة ، وارتطم البعض بالتوافذ والبقية سقطوا على الأرض .

مرّت دقائق ، قاموا وتفقدوا بعضهم ، فقدوا الإضاءة ولا يوجد اتصال مع الخارج ، ماذا يفعلون ، أحدهم طمأنهم ، والآخر تفقد الأجهزة ، والثالث بدأ يتعرّق خوفاً، والرابع يدعو والخامس شغل إنارة يدوية وطلب منهم فتح إضاءة الموبايل ، تعاونوا في تشغيل لوحة تحكم الغواصة بلا جدوى.

مرّت دقائق كأنها أيام ، انتبه الخائف لتعطل جهاز الأكسجين وحذرهم ألا يتنفسوا بسرعة حفاظاً على الهواء .

بعد دقائق كان القلق يزداد والخوف يتسرب والأكسجين يقل ، والصداع حادّ

والجميع بدأو يدعو للنجاة بغض النّظر عن معتقدهم .

احتضن الأبُ ابنهُ ، وانتظروا النجدة ، ومعهم بصيصُ أملٍ أنّ النهاية ستكون سعيدة كالأفلام ، فحرصوا على البقاء مستيقظين أطول فترة .

أنا ملياردير لن أموت مختنقاً ، أنا صاحب شركة الغواصات لن أموت غريقاً ، أنا مدير شركات وهناك آلافٌ من الموظفين سيتحركون لإنقاذي ..هكذا فكّروا ، وربما تخيلوا لحظة خروجهم للسطح وسط تغطية إعلامية دولية.

بات التنفّسُ صعباً ، الوقت يمضي بلا جديد ، والخروج من الغواصة انتحار

فقد أحدهم أعصابه ، بكى كالطفل ، قاموا باحتضانه ليهدأ فالانفعال يضيع الاكسجين ، صارت الغرفة مضغوطة ، وكأنهم في علبة كبريت ، يتنفسون من ثقب إبرة ، كعطشانٍ يشربُ من ماء البحر ، بدأت الحقيقة تتضح ، لسنا في فيلم ، ماذا سيحدث بالصفقة ، هل سيقتسمون ثروتي ، ماذا عن ممتلكاتي السرية ، كم سيُسرُّ البعض لغرقي، ماذا سيكتبون عنّا

ازرّقت وجوهم ، سُعال ، ارتمى الأولُ فاقداً للوعي، هنا مَسّهم فزعٌ شديدٌ ، وشَحُب لونهم، وبدأوا يستذكرون شريط حياتهم ، والموت على بُعد عدة أنفاس صعبة.

 

*الحكمــــه*

لو سألناهم ماهي أحلامكم ماذا سيقولوا :

1- هواء نتنفسّه

2-العودة للبيت آمنين

3-الجلوس برفقة من نُحب

أرأيت وأنت تقرأ معي كم أنّك محظوظٌ بنعمِ الله..

 

أريدك قراءة هذا الحديث الشريف :

{مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا}

 

 

🌴احمدوا الله واشكروه, فنحنُ أثرياء بنعم الله..

 

لو سألتكم ما هي أقصى أحلامكم:

تفوق بامتحان ، وظيفة مرموقة ، ارتباط بمن تحب ، بنين ، مال ، ممتلكات ، شهرة ، منصب..

 

يبدو أنّ البعض حصل على غالبية ما سبق لكنهُ حُرِم الشهيق والزفير..

 

 

تعالوا لنتنَفّس بعُمقٍ ونردد *الحمد لله*

على نعمه التي اعتدنا عليها و قل ما شكرناه عليها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى