التراجع العاطفي أو تبلد المشاعر .
هل تعاني من تبلد المشاعر ؟
هل وصلت لدرجة أن لا تكون قادر على الشعور بالفرح، أو الحزن ، أو الغضب ، و لديك حالة من عدم الإكتراث ، تمتد لأيام أو شهور متتالية ، تمنعك من المبادرة بأي كلام أو تصرف .
طبيعي أن يتأثر الإنسان بما يدور من حوله ، ويولّد ردود فعل عاطفية تجاه الكثير من المواقف و خاصة مع الأشخاص الذين على علاقة بهم في المنزل ، أو العمل ، أو في الشارع ، أو حتى في السوق لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي .
أما فقدان الإحساس، أو ما يُعرف عنه بتبلد المشاعر يدخله في حالة من التراجع العاطفي الذي يتسم سلوكه باللامبالاة ، وعدم الاهتمام وغياب المشاعر والانفعال .
عندها يصل الشخص إلى مرحلة لا يكون قادرًا على الشعور بالفرح أو الحزن أو الرضى أو الغضب، فهي حالة من عدم الاكتراث،تمتد لأيام ،أو شهور، متتالية تمنع الشخص من المبادرة بأي كلام أو تصرف.
تبدأ المشكلة بالتفاقم عندما تؤثر هذه الحالة على العلاقات الأسرية والعاطفية والعملية حيث تبدأ بالانهيار.
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يعاني من التراجع العاطفي ، أو تجميد المشاعر، و هي حالة لا تكون بسبب موقف واحد ، أو ظرف واحد ، و إنما بسبب تراكم الانفعالات
و المواقف الجيدة ،
أو السيئة المتتالية .
كأن يكون بسبب فقدان الثقة في شخص مهم، أو فقد شخص من العائلة، و هذا يعتبر أمرا صعبا يؤدي إلى هذا التراجع تجاه حياة كاملة و ليس تجاه شخص فقط .
يخلط بعض من الناس بين التراجع العاطفي ، وبين شعورنا بالبرود تجاه شخص ، أو موقف، ففي حال غضبنا المتكرر من شخص ما صديقًا كان أم حبيبا ، فالوصول إلى مرحلة البرود بسبب فقدان الأمل من تغير هذا
الشخص أمر طبيعي …
و لا يعتبر تراجعًا عاطفيًا لأن التراجع العاطفي يكون بسبب مشاكل متراكمة ومتتالية، ويكون تجاه الحياة كاملة وليس تجاه شخص بعينه.
التبلد العاطفي أو تبلد الإحساس يعني عدم التأثر …
وفي علم النفس هو حالة مرضية تتسم بغياب الشعور والانفعال ، حيث يبدأ الإنسان بالتصرف بشيء من عدم الاكتراث واللامبالاة، وعادة ما يكون هذا الإحساس نتيجة فشل الإنسان في حل المشاكل التي يتعثر بها فيتجه إلى الاستسلام والرضوخ للواقع فيرفض مواجهة مشاكله وصعوبات الحياة، إذ يفقد الرغبة في بذل أي مجهود .
أعراض التراجع العاطفي :
قد يترافق مع “التراجع العاطفي”بعض الأعراض، منها:
– غياب أي شعور بالسعادة أو الحزن .
– العجز عن البكاء أو الضحك عندما يتطلب موقف ما ذلك .
– الأرق .
– صعوبة التواصل مع الناس، و فقدان القدرة على الإحساس بالآخرين
و التعاطف معهم .
– صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها
– الشعور بالاعياء و فقدان الشغف و الرغبة في كافة أمور الحياة .
– صعوبة الشعور بالحب أو المودة تجاه النفس
أو الآخرين .
– اللامبالاة .
– الإصابة بالصمت و التعرض لحالة من فقدان التركيز، و بطء التفكير.
– النسيان .
– إتيان تصرفات متهورة.
– فقدان الدافع للإنتاجية.
يمكن علاج تبلد المشاعر بعد علاج الأسباب الرئيسية، التي أدت إلى هذه الحالة من خلال العلاج النفسي أو الدوائي أو الكلامي حيث :
– يوصى بتنشيط حاسة اللمس من خلال مداعبة الحيوانات الاليفة .
– تنشيط حاسة التذوق
و حاسة الشم من خلال تناول الأطعمة الحارة،
أو المتبلة جيدا .
– خصص وقتاً للجلوس مع نفسك كل يوم
– اسأل نفسك لماذا تشعر بهذا الفراغ؟
– التحدث إلى صديق مقرب موثوق به.
– خصص وقتاً لرؤية من تحبهم .
– إذا وجدت علاقة رومانسية فلا بأس
– القيام بشيء جديد .
– تنفيذ الأنشطة الممتعة.
– زيارة الطبيب .
في النهاية مشكلة التراجع العاطفي الأساسية، تكمن في عدم قدرة الشخص على عيش اللحظة الحالية ،و الطريقة الأمثل لمواجهة التبلد أو التراجع العاطفي، أن نعيش اللحظة الحالية والتركيز والاستمتاع فيها، بدلًا من التركيز على الماضي والندم على ما حدث فيه، وبدلًا من التركيز على المستقبل والخوف منه واستبقاء أحداثه.
أيضاً علينا أن نعيش اللحظة الحالية بمعرفة ما يسعدنا أولًا، والتعرف المستمر على أنفسنا من خلال القراءة والسؤال وعيش تجارب جديدة، تظهر جوانب جديدة لم نكن نعرفها سابقًا.
ندى فنري
أديبة / صحفية