سحر عبدالكريم
استوقفني حوار دار بين مراهقتين يبدوا لي أنه تعارف جديد .
سألت إحداهن الاخرى لديك حساب في ” من وسائل التواصل الاجتماعي ”
فأجابت: نعم
فاسترسلت السائلة كم عدد متابعينك؟ فأجابت : ١٠ متابعين
استنكرت السائلة قلة العدد قائلة ” مسكينة ما عندك أحد”
في بداياتي الصحفية تم ضمي لإحدى المجموعات كان بها عدد لابأس به من الشخصيات المرموقه في مجالاتها، يتم التعريف بهم فور اضافتهم للترحيب بهم ، البعض يرحب بهم بحفاوه عجيبة والبعض قله من يرحب به .
تسألت حينها ” هل هي نظرية القطيع أم سبب آخر؟”
و تذكرت عدة مواقف شاهدتها في عددِ من المناسبات الصحفية التي يحضرها الكثير من مشاهير التواصل الإجتماعي وكيف كان تصنيف البعض للبعض الآخر بحسب متابعينه والفائدة التي ستعود عليه عندما يوطد علاقته بهذا أو ذاك ،أو هل سيكون مستفيد من توطيدها؟ وأيضا كما في حوار الصغيرتين يُسأل كم عدد متابعينك؟ وكيف أن “المنش – الإشارة” من أولويات البعض وقد تحدث قطيعة لعدم استخدامها فيما بينهم.
أصبحنا نعيش في وقت قد يكون مقياسك مرتبط في عدد متابعينك أو مدى الرفاهية التي تظهر عليك أو من حولك من الاصدقاء المشاهير ” للمتسلقين” كما يقال ، حيث بدأت تؤثر على قيمة الشخص ولم تعد قيمتك تكمن في مكانتك أو علمك وحتى أخلاقك أو إنما عدد متابعينك في أوساطهم.
إن معايير التعارف والقيمة الكامنة للأشخاص كانت في أبسط صورها المتمثلة في ” إن أكرمكم عند الله اتقاكم” تكاد تنعدم وتتلخص في سؤال يُطرح لتحديد قيمتك من خلال عدد متابعينك.