مقالات مجد الوطن

مواقف تعليمية 

 

بقلم: احمد حسين الاعجم-جازان

 

 

في احدى سنوات عملي كمعلم في مدرسة ابو القعايد المتوسطة

كنت رائدا للصف الثالث متوسط

وكان هناك تنافس كبير في النشاط المدرسي وتزيين وترتيب الفصول في فترة ادارة الاستاذ عيسى طالبي

لمدرسة ابو القعايد المتوسطة

ووكيله الاستاذ احمد طفيان

كان طلاب الفصل نخبة جميلة من الشباب المرح المتعاون الخلوق وهو ماجعل علاقتنا اخوية اكثر منها رسمية

وماقصروا الشباب

اجتهدوا في تزيين الفصل

لوحات وستاير ونظافة وغيرها

وحينما جاءت لجنة تقييم الفصول كنت في الفصل

فدخل اعضاء اللجنة

ولاحظ مشرفهم ان الجهة

اليمنى من الفصل مرتبة

اكثر من الجهة اليسرى

وسألني عن السبب فقلت :

 

في عيني اليمنى من الورد بستان

وفي عيني اليسرى عجاج السنيني

فضحك المشرف

وقال احد الطلاب من الصف الاخير بصوت واضح :

الله الله عليك يااستاذ احمد

 

وكأن بيت الشعر لامس شيئاما داخله !

 

ومن لحظتها نشأت علاقة قوية بيني وبين هذا الطالب

ففي دفاتر الواجب

وبعد حل الواجب

يكتب في اسفل الورقة

في عيني اليمنى من الورد بستان

وفي عيني اليمنى عجاج السنيني

وحينما نلتقي في اي مكان في المدرسة او خارجها يحييني بنفس بيت الشعر

 

ونجح وغادر المدرسة

وبقيت علاقتنا قائمة

حيث احتفظنا بارقام بعضنا

وكان يعلق على بعض منشوراتي في الفيس بوك بنفس بيت الشعر

وحينما اتصل به او يتصل بي يبدأ المكالمة بنفس بيت الشعر

وحينما استغرب منه ذلك

يقول لي :

انا اعتبر هذا البيت هو اسمك !!

قلت له : وانا ايضا ساعتبره اسمك

وسميته به في جوالي

واصبحت انا ابادره بنفس البيت

بل واصبحنا نردد معظم ابيات القصيدة

اثناء اللقاءات او التواصل

وكان يقول الابيات بطريقة مليئة بالاحساس

ولازالت صداقتنا قائمة حتى الان والحمدلله

ولازال هذا البيت

هو التحية القائمة بيننا حتى الان

رغم ان مشاغل الحياة

قللت اللقاءات

والاتصالات

 

وهو اليوم موظف ومتزوج ورب اسرة

لكنه لازال كما كان الانسان البسيط البشوش جميل الروح

لازال ( بستانا من الورد )

في عيون محبيه

 

ولعل من اجمل الصفات التي لاحظتها ان هذا الطالب كان بار جدا بوالده رحمه الله

ووالده ايضا كان رجلا جميلا يأتي الى المدرسة للاطمئنان على ابناءه

فيحيل الجلسة الى وناسة بسواليفه وقصصه ودعاباته

الله يرحمه

وكانت علاقة هذا الطالب بوالده اشبه بصداقة في احاديثهما وممازحاتهما وضحكهما معا

حيث ظل بارا به ويقوم بكل شؤونه في فترة مرضه حتى توفاه الله

بل لاحظت انه بعد وفاة والده كان اذا ذكره يتحشرج صوته وتدمع عيناه

وذلك بسبب عمق العلاقة التي كانت بينهما

اسأل الله تعالى لوالده الرحمة والمغفرة

وللابن عظيم الاجر

 

هذه الذكرى العزيزة على نفسي تؤكد ان

الطلاب عوالم مختلفة

من الاحاسيس والمشاعر

وليسو مجرد طلاب لتلقي العلم

ولذلك فمن اهم قواعد التعليم الصحيح

 

التعامل مع الطالب

( كانسان اولا

وطالب ثانيا

وليس

كطالب اولا

وانسان ثانيا )

 

وختاما أقول ..

لابني واخي وصديقي شريك هذه الذكرى الجميلة

الاخ العزيز

الحسن ابو الطيور

 

في عيني اليمنى

من الورد بستان

وفي عيني اليسرى

عجاج السنيني

 

تهزمني النجلا ..

وانا ندّ فرسان

واخفي طعوني..

والمحبة تبيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى