✍️ حسن الأمير
تنهّدَ حرفيَ حين حنّ فؤاديهْ
و لاح لهيب الشوقُ جاء علانيهْ
تعود بنا الذكرى فنسعد حينها
فيا عبق الأيامِ أين زمانيهْ
و أين عهود الأمس أين قصيدتي
و ما حال ذاك البدر ..رقّ لحاليهْ ؟
كأنّ ليالي العمر بعد فراقكمْ
كمغمضِ عينيهِ ويفتحُ ثانيهْ
“و ما العمر و الأيام إلّا ودائعٌ ”
فلا تعشقِ الدنيا ونفسك فانيهْ
و ما حيلة المشتاق غير صبابةٍ
و مركب أمسي تاهَ عن أحلاميهْ
و وجهٍ بدا والبدر في عليائهِ
فيا ليل منهُ النور يخرج أم هيهْ
فقلتُ لها والبدر ُيبصرنا معًا
دلفتِ لقلبي و احتللتِ فؤاديهْ
فمن أنتِ قولي يا فديتكِ واسلمي
ضيا الشمس أمْ للبدر أمْ بخياليهْ
أنا عبق الأيام شمس صباحها
فقلتُ وبدر الليل فابتسمتْ ليَهْ
وقالت: أنا الأزهار والفل زينتي
و من بسمة الدنيا أنا صبيانيهْ
بلى يا ليالي العمر أنتِ قصيدتي
وأنتِ مُنى عمري وعذبُ قوافيَهْ
هي النظرة الأولي وملّكتها دمي
وهبتُ لها عمري ونفسي وماليهْ
و حرفي و أشعاري و دمع صبابتي
وقلبي لها والأمر في سلطانيهْ
رسمت غدي طفلًا يداعب كفّها
يسامر عينيها ويحكي ما بيهْ
تعبتُ من الأيام تقتل بسمتي
لقيتكِ والأيام قد ضحكتْ ليه
فلا شمعةٌ تغري الشتاء حبيبتي
سواكِ هي الأيامُ عندي سواسيهْ
لقد أبصرتْ عيني و لاح ليَ الضيا
فأرهقني الماضي وعزّ دوائيهْ
سواها..طبيبي كيف يعرف علتي
و قد كتمتْ نفسي سبيل شفائيهْ
فيا نسمة الأسحار يا عذبة اللمى
أحبكِ ما هب النسيم اليمانيهْ
أحبكِ ما غنى الهزار و ما شدتْ
عنادلُ..ما عاد الصباح حياتيهْ
و ما لاح برقٌ..ما تذكرّ عاشقٌ
و ما البعد والأشواق قد علّلانيا
يسافر بي شوقي السنين وراءكمْ
لعلكِ يا أيامُ..،كنتِ أنانيهْ
فديتك يا صبيا..فديتُ مرابعًا
بها العمر ألقَى ما بقي من مراسيَهْ
! يا لكِ من ذكرى شقيت لوصلها
و عز وصال الأمسِ يا سلطانيهْ
و يا لكَ من دهرٍ تكّلمَ أمسُهُ
و ليت الليالي أنصفتْ من بكى ليهْ
فديتكِ من ذكرى تعانق بسمتي
فيا وهجَ الأيامِ..،شمسكِ باليهْ .