وهم المكانة الاجتماعية
نشتري أشياء لا نحتاجها لإبهار أشخاص لا نحبهم،و لا نعترف بذلك حتى أمام أنفسنا .
تستهدفنا الإعلانات الموجهة
و منشورات المؤثرين و نشتري سلعاً
و خدمات رغبتاً في التميز
و التفوق و ليس تلبية احتياجات ، حتى نشعر أننا محط انشغال
و عناية و حضور ملاحظ .
نشعر بالفخر و المنزلة في أعين المجتمع، رغم أن كثرة الشراء تستنزف معظم دخلنا المادي .
معظم الإعلانات و الدعايات تسعى لخلق مجتمع مهووس بالشراء،
قائم على مفاهيم التباهي، و المنافسة
و ليس عن طريق النجاح المهني
و المالي .
رغبة البعض في الشراء المبالغ للكماليات هو تحقيق مكانة مرموقة
و تطلعه إلى السلطة و أن يكون هذا الشخص في محط أنظار الآخرين، و أن يُرى بعين الاستحسان و الرضا .
فالتميز بالشراء قد يجلب الإعجاب
و الحب من خلال وجهة نظر ه.
السبب الآخر أنه لم يتعود الحب الغير مشروط من أبويه و المحيطين به،كان لا يلفت الانتباه و لا يتلقى الرعاية إلا بشروط .
أما السبب الآخر للشراء هو التطلع
و الحسد.
أحيانا المظهر يدل على النجاح و التألق و يعتبر من الأسباب الخارجية التي تدل على الثراء .
لذلك ازداد الطلب على السلع الفاخرة
و خاصة السلع الشخصية و هذا الازياد سببه المستهلك الأصغر سننا الذي يتأثر بالإعلانات و انتشار التسوق عبر النت بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.
عموماً بعض الشخصيات النرجسية تحب الترويج للذات و التفاخر
و الاستعراض بدل من تحقيق المكانة بأسباب مادية واقعية .
لا شك كل إنسان يسعى أن يكون له مكانة في المجتمع فهي سنة من سنن الطبيعة و لها معايير قديمة ، قدم الإنسان على الأرض ، لكن هذه المعايير تختلف من زمن لآخر .
من الصعب أن نتخيل الإنسان بدون مكانة اجتماعية لكن ما هو الثمن مقابل ذلك ؟؟؟
مهما كان القلق تجاه مكانتنا في أعين الآخرين، علينا المحافظة على طموحاتنا و أن التميز هو الحياة الناجحة بكل المقاييس و ليس فقط بالمظاهر .
في النهاية يستخدم الاستهلاك و سيلة للحصول على المكانة الاجتماعية من خلال الاستهلاك التفاخري ، فمعظم الاعلانات التجارية و الدعايات قائمة على التباهي و التفاخر و التميز لذلك علينا التركيز على شراء الاحتياجات الاساسية و ليس التركيز على الكماليات
ندى فنري
أديبة صحفية