بقلم/ د. علي الدرورة
كثيرون من المقرّبين يعرفون جيّدًا أنّني لا أترك وقتاً يمرّ دونما ترك بصمة من الإبداع.
والحقيقة أنّني لم أنذر اوقاتي لهذا، على أنّني أستغلّ الوقت قدر الإمكان في كتابة القصة القصيرة والأقصوصة والسوناتات الشعرية كالدوبيت أو الومضة أو النص أو القصيدة أو الرباعية، وأحياناً أتوجه للبحث العلمي فأكتب دراسة نقدية في الأدب، مقتضبة أو موسّعة، وكذلك البحث التاريخي الذي عادة يأخذ الكثير من الوقت في المراجعة والتدقيق والتمحيص والعودة للمراجع وما إلى ذاك.
كلّ ذلك هو استغلال للوقت؛ لعلمي بإنّ إهدار الوقت دون استفادة هو جريمة لا يمكن معالجتها، والكتابة مهما كان نوعها سوف تبقى، ولهذا أحرص كثيرًا على الكتابة متى سنحت الفرصة وألّا تضيع أيّ فرصة، ويحدث معي كثيراً أينما ولّيت شطري.
وأعلم بأنّ الكثير يهملون هذا الجانب فيمرّ اليوم دونما ترك أيّ بصمة من الإبداع، وهذا ما يؤسفني جدًّا بأنّ الغالبية من أحبّتنا يهدرون أوقاتهم وتمرّ ساعات اليوم بل ينتهي اليوم دون كتابة نصٍّ أدبي بسيط وهو لا يعلم بأنّ النصوص الأدبية على بساطتها تكون حصيلة ثقافية جيّدة إذا جمعت في كتاب حتى وإن كان حجمه صغيراً.
في الماضي كنت أحرص على الحث على هذا المنوال حتى يتمكن الأدباء الشباب لأخذ المهمة بالإيجاب ولكن لا فائدة هذا.
وما أسلفته من أقوال هو ما نراه عند الأدباء من فترة انقطاع حيت يصدر كتابه الأول والثاني ثم بتوقف حتى يصدر كتابه التالي بعد خمس أو ست سنوات وربما سبع سنوات؛ والسبب في ذلك هو إضاعة الوقت وهدره في الحكايات المكرّرة والحكايات الجانبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
إذاً هدر الوقت دونما طائل يحدث للكثيرين ولا يشعرون به، رغم ذلك هناك الكثير يتمنّى أن ينال شرف الكتابة والإبداع ويكون علماً بين أعلام الأدب.
_____________
منتدى النورس الثقافي الدولي.