مقالات مجد الوطن

إرهاق التعاطف 

 

من الطبيعي أن نتعاطف مع الآخرين ،و هذا واجب إنساني ، لكن التعاطف الزائد مع الآخرين ،و عيش ألمهم عاطفيا ،و نفسيا قد يشعرنا بالتوتر و الحزن ، بسبب ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم ، مما يجعلنا عرضة للإصابة بالاكتئاب ، كما أن التعاطف المفرط يعرضنا للشعور بالإحباط

و اليأس مما يؤدي إلى الشعور بالعجز ، فلا نستطيع مواصلة تخفيف الألم عن الصديق الذي يعاني من أزمة ، لأن التعاطف المفرط استهلك طاقتنا و أصبحنا مستنفرين غير قادرين على اتخاذ خطوات فعلية لمساعدة من يتألم بشكل بناء و هذا ما يسمى ارهاق التعاطف …

 

إرهاق التعاطف يستنزف طاقتك بشكل كبير و هو نتيجة سلبية للتعرض لأحداث مرهقة بشكل متواصل و مكرر مما وينتج عن ذلك الشعور بالتعب و الإرهاق الشديد ..

 

إليك بعض الأعراض النفسية، بسبب إرهاق التعاطف :

 

– الانعزال عن الآخرين.

– الشعور بالخدر أو الانفصال عن الواقع.

– الافتقار للطاقة اللازمة للاهتمام بالأشياء الأخرى.

– الشعور بالإرهاق أو الضعف أو اليأس.

– الشعور بالغضب أو الحزن أو الاكتئاب أو التوتر.

– لوم الذات.

 

كما ينتج عن إرهاق التعاطف بعض الأعراض الجسدية أيضا، منها:

 

– عدم القدرة على التركيز أو الإنتاجية أو إكمال المهام اليومية.

– الصداع.

– غثيان أو اضطراب في المعدة.

صعوبة النوم.

– تغير في الشهية.

– الشعور بالإرهاق طوال الوقت

 

كيف تحمي نفسك؟

 

عليك تنظيم مشاعرك بما تستقبله من الآخرين، حتى لو كان لديك حس عالي بالمسؤولية،حتى لا تصاب بأزمة نفسية و صحية

 

اهتم بمشاعرك :

من المهم أن تعترف بما تشعر به، وتُظهر لنفسك بعض التعاطف والاعتراف عندما تحتاج للاستراحة

 

ضع بعض الحدود النفسية:

تساعدنا الحدود على تنظيم مشاعرنا ،وما نبذله من طاقة نفسية وعقلية للتعاطف مع الآخرين، فعندما يطلب منك صديقك بعض الوقت لمساعدته، خذ لحظة للتفكير فيما إذا كانت لديك المقدرة الذهنية والنفسية لتقديم ذلك، وإذا لم تقدر، يمكنك توضيح ذلك ببساطة بالقول “أنا حقا أود مساعدتك، ولكني لا أقدر حاليا، وسأتواصل معك عندما أشعر بتحسن”.

 

تواصل مع أحبائك :

إن الشعور بالاتصال مع من نحب من الأصدقاء والأهل يمكن أن يكون شافيا لمن يعانون من إرهاق التعاطف، ويساعدهم التحدث عن مشاعرهم وما يمرون به للمضي قدما وإعادة شحذ همتهم وطاقتهم النفسية.

 

خذ خطوة للوراء :

امنح نفسك وقتا لتجديد طاقتك والاهتمام بمشاعرك، بعد الفترات الضاغطة المليئة بالتعاطف مع الآخرين، و إذا كانت لديك المهارات اللازمة لملء فنجانك الخاص، أو لديك مصادر دعم تحصل منها على احتياجاتك وتشحن طاقتك، فذكر نفسك دائما بذلك….ولا تتردد للتواصل مع من يدعمونك للاعتناء ” بنفسك” ، وعندما تشعر أنك مغمور بالمشاعر السلبية، لا حرج أن تبتعد بعض الوقت.

 

اهتم بنفسك :

إن تخصيص بعض الوقت للاهتمام بنفسك ،يمكن أن يكون علاجا فعالا للتغلب على آثار التعاطف المفرط، ويمكن أن تشمل الرعاية الذاتية:

 

– أخذ الوقت الكافي لتناول الطعام بشكل جيد.

– الحفاظ على جسمك رطبا.

– الحصول على قسط كاف من النوم.

– استقطاع بعض الوقت للتأمل.

– ممارسة الرياضة لتنشيط الجسم وتحسين المزاج.

 

في النهاية مطلوب منا التعاطف مع الآخرين ولكن علينا التركيز على كيفية التعامل مع هذا التعاطف ، بشكل لا ندعه أن يؤثر على صحتنا النفسية و الجسدية، كما أن مشاهدة الأخبار السلبية و متابعة الشائعات من وسائل التواصل الاجتماعي تجعل أمورنا تسوء…اجعل التوازن النفسي والاجتماعي مهم لك ، و ركز على ما يمكنك التحكم فيه .

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى