مقالات مجد الوطن

الؤلؤة

 

 

كانت الأمور مستتبة ..

حيث اللقاءات ،والسهرات ، واعذب كلام الغرام ؛

والبقاء معا بالساعات

لتبادل الحديث المنمق والعواطف الحميمة ؛

دام الوضع طويلا..

ولم يخطر لها أنها ستبقى يوماً بمفردها بلا عذر يذكر

وتتحول سعادتها تحول

تعلق أحمق ..

غاب فيه الإدراك

أصبح وأمسى محور الكون بالنسبة لها

تنام على همسه وتصحى بقبلاته

لم تتوقع ما حصل !!

غاب .. غاب ذلك الفارس الوسيم مفتول العظلات أسمر البشرة عريض المنكبين بدون مقدمات ..

لم يخبر لماذا ؟؟

أو أين ؟

أو كيف ؟؟

مضى الوقت عصيب جدا عليها

تساءلت بصمت ..يختنق بصدرها ،

ماذا فعلتُ ليبتعد ؟؟

ماالذنب الذي صدر مني حتى هجرني ؟

ودارت رحى الأفكار تؤرق مضجعها ..

كم من اليالي الباردة قضتها تحت اللحاف الدافئ بقلب ممزق ودموع لا تجف وشعور مشتت ؛

تبحث عن سبب أو تبرير لتقنع نفسها أنها ليست السبب ..

عدت الليالي الحزينة وجفت دموع الحيرة وبدأت تعود لرشدها ..

وتلوم ذاتها

ما فعلت بنفسي ؟

كيف لم أعي النتائج ؟

كيف لم اعرفه؟

والكثير الكثير من الأسئلة ….

بلا إجابة ،

قررت أن تناضل للبقاء

مع قدوم أول فارس يطرق الباب ..

تتخيل البطل المغوار الذي سيردفها خلفه على حصان من الود والمحبة وينسيها الحب الوحيد !!

قالت :

من المؤكد انني سوف أتقبله وأحبه فيما بعد ،

نعم كان المتقدم مثالا للحب والعطاء ..

ولكن للقلب حكاية ،، لا يعيها إلا هي…..

كم هي قصيرة الأيام السعيدة

وكم الأيام التعيسة طويلة

مضى يوم ..وآخر .. وشهر وآخر ..

حتى ..!!! رن جرس الباب مؤذنٍ بوصول الأخبار والأحباب

كانت الصدمة ..

حين فُتح جَرحُها مجدداً

سقطت بجانب الباب لم تسعفها أقدامها

اختنق صوتها في صدرها مرة أخرى

فقط عيناها تحلق في سماء الذكريات

تشابهت الصور أهو حلمٌ ،أم حقيقة ؟

جاء بعد زمن يتهمها بالخيانة

وكيف إنها لم تنتظره

بعد مراقبته لها ورؤيتها مع غيره !

بانت الحقيقة..

تغير كليا ….. من المحب إلى.. آخر ..مختلف الطباع

أصبح ذلك الغريب

بليد المشاعر ميت الإحساس

عديم العاطفة

قاسي الطباع

ليُصحي ذكريات الأمس النائمة

أتساءل !!

هل كان الحق معه أم معها ؟

هل وعدها ولم يف ؟

أم كانت التسلية غرضه ؟

ألم يلحظ صعوبه العيش بمفردة ؟

لما لم يفكر بها كما فكر بنفسه؟

غاب بلا سبب ورجع بالعتب

ما معنى رجوعه الآن

جاء ليخرب صفو عيشها ويهدم بناء المستقبل ..

ذاك الأناني البائس بمنظر الخجول .. لطيف الملامح والبسمة الساحرة

هل من الإنصاف أن يعلقها بحبال الوهم ؟

وسنين تمضي في شلال العمر بلا توقف !!

والأكثر صعوبه أنها لاتزال مستمرة في أوهامها كالسابق !!

بلهاء ، حمقاء ، جذباء؛

في حين أن كيانها من حق شخص آخر …

يالسخرية القدر !!

كيف تجبرنا أقدارنا بعكس غرار ما نشتهي ؟

ويجرفنا تيار الشعور للهاوية

فسحقا …لتلك العواطف المزيفة باسم الحب ؛

وتبا …. لقلوب اعطت بلا مقابل ؛

والقطع .. لألسن صاغت جميل الكلام لغير مستحقيه ؛

لا تمدوا يد العطاء دون القبض المسبق ..

فقانون الحياة لا يحمي المغفلين ..

وسليط اللسان لا يعي ما تشعر

فلتكوني عزيزتي … لؤلؤة في محارة الحياة لا يراها ويلمسها إلا من غاص لقاع البحر وتحمل الأخطار كي يحصل عليها ويعرف كيف يصونها بكل جوارحه

فأنت لؤلؤة غالية لا يعرف قيمتها إلا عرف ثمنها.

البرنسيسه : أميرة العسيف

أم الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى