مقالات مجد الوطن

*النفاق الاجتماعي* 

 

لابد ان يتوقف قطارنا المثقل بالركاب والأفكار  والبضائع في محطة اسمها جلد الذات ..

نعم لنتوقف مع انفسنا لحظات ونبحر في التفكير ملياً في سؤال عابر برئ ..

هو:

هل انا ممن يمارسون النفاق الاجتماعي وامتلك تلك المقومات التي تجعلني اتلون كــ الحرباء واشكل شخصيتي حسبما جرتني المصالح ؟؟

 

 

نحن في مجتمع يتقن البعض في ممارسة تلك العادة المقيتة ويتفنن بها وليس حسب فقط بل يملك مواهب متعدده تجعل من الشخص متملق ويشعر بالنشوة وهو يمارس النفاق الاجتماعي تجده يتقرب من مديره او المسؤول عنه في عمله ويلبس جلاليباً ليس له ويتلون ويتشكل على كل ما يستدعيه الموقف لو كان في اجتماع مع مديره وقال المدير كلمة عابرة او نكتة بائخة فسوف يقهقه ويضحك من اعماقه وكٲنه امام مشهد كوميدي احترافي بينما لو قال هذة النكتة حارس الدائرة او مراسل في مكتبة او من يصنع القهوة لوجدت وجهة عابساً متكدراً كٲنما قلت له موقف مٲساوي..

 

وايضاً لو وجد مديره متعطل في احد الطرقات لشمر عن ساعديه واصبح صاحب خبرة في اعطال السيارات وكٲنه ميكانيكي وكهربائي وسمكري ودهان وبنشري لو سمحت الفرصة مع سبق الاصرار والترصد ..

وهناك صور كثيرة جداً لهذه الظاهرة الفسيولوجية

 

فرضياً لو طُلبت منا مساعدة لٲحد المساكين

او اصحاب الدخل المحدود واصحاب الظروف القاسية التي لا ترحم وكنا في مجلس وكان معنا احد الوجهاء مثل شيخ او قاضي او ضابط كبير او صاحب وظيفة مرموقة كــ محافظ اومدير مستشفى او بلدية ..

سوف نجد تفاعل وتفاني في عمل الخير غير مسبق

بينما لو كنا في نفس المجلس بدون اي مسؤول او صاحب حضور طاغي فسنجد تقاعس في الموضوع ورمي التهم والاقتراحات على هذا المسكين المعدم

فسيقول ذلك الشخص الجالس في صدر المجلس بعد ان عّدل جلسته لماذا لم يبحث عن عمل ؟

او لماذا لم يتسلف من فلان فهوا من جماعته ولديه خير ؟

وسيتداخل معه شخص اخر في زاوية المجلس هذا رجل كسول ليس على قدر من المسوولية ويقاطعه اخر من الزاوية الاخرى انا اعرفه لايريد عمل بل يحب ان يشحذ ويعيش على هذا الحال وانه لا يعرف على ادارة اموره المالية ومن هذا القبيل ..

ابسط الامثلة يا اخوان عندما يشارك احد من الاخوة في قروب في مواقع التواصل او منتدى بشيء له مردود نفسي او اجتماعي وله ابعاد ايجابيه تجد من يتفاعل مع منشورة او مشاركتة قله ولكن لو شارك نفس المشاركة احد المسؤولون وله حضور اجتماعي مهيب وطاغي سوف تتوالى التعليقات والاستحسان والتمجيد والتزلف والتعظيم من شان هذه البادرة التي سوف تغير الكون والثناء على هذا الاختراع للمسؤول ..

 

*اسٲل الله لي ولكم ان نكون ممن صلح عمله وكان خالصاً لوجه الله تعالى بدون دوافع شخصية او مصالح مرجوة من احد او كي يقال فلان عمل كذا وكذا*  .

 

✒/ ذياب محمد الحمدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى