د. ضيف الله مهدي
الأستاذ عيسى بن يحيى بن مهدي زحيفي ، ولد عام ١٣٨٨هـ ، في حلة الشريف بمحافظة بيش .. درس المرحلة الابتدائية بمدرسة المطعن الابتدائية ( سعد بن معاذ ) ودرس المرحلة المتوسطة بمدرسة المطعن المتوسطة ثم التحق بمعهد إعداد المعلمين بمحافظة بيش . وتخرج في عام ١٤٠٩هـ.
عندما عينت معلما ( مرشدا طلابيا ) بمدرسة المطعن الابتدائية والمتوسطة وكانت تقع في مبنى واحد ثم بعد ذلك انفصلت ، كان طلاب المدرسة صغارا في أعمارهم كبارا في عقولهم وشهامتهم ورجولتهم وعقولهم وكرمهم وشجاعتهم ، لدرجة أن كثيرا من طلاب هذه المدرسة عرضوا علي الاستضافة . في عام ١٤٠٥هـ شهر ذي الحجة وبدية العام الدراسي ١٤٠٦هـ عرفت الأستاذ عيسى زحيفي وأخوه الأستاذ حسن زحيفي . بجانب أنهما طلاب في المدرسة إلا أن أبي يرحمه الله أخبرني أنه ووالدهما أبناء خالة .. وأنا وأخوتهم محسن وجبريل وعلي في علاقة جيدة . كان حسن وعيسى من طلاب المدرسة المتفوقين علما وأدبا وأخلاقا . وتم تكريمهم كمتفوقين في متوسطة المطعن . نقلت مع بداية عام ١٤٠٩هـ إلى ثانوية بيش . مرشدا طلابيا ، وكوني مختصا في علم النفس فقد أسند إلي تدريس مادة علم النفس وعلم الاجتماع في ثانوية بيش ومعهد إعداد المعلمين . وجدت عيسى زحيفي مرة ثانية أمامي في الصف الثالث بمعهد إعداد المعلمين بمحافظة بيش . كان كما عرفت جادا مجتهدا مؤدبا متفوقا . انتهى عام ١٤٠٩هـ ونجح عيسى من المعهد ورفع أوراقه لوزارة التعليم ( المعارف ) سابقا .. وتم تعيينه معلما وباشر معلما في مدرسة عجيبي الابتدائية التابعة للشقيق وكان ذلك في يوم ١٤١٠/٢/٧هـ. وبقي بها سنة كاملة ، ثم انتقل إلى المدرسة المحدثة في بيش والتي سميت فيما بعد عاصفة الصحراء ثم استقرت على اسم الصحابي الجليل أنس بن مالك وهو أول معلم باشر بها . وكانت بداية في مبنى مستأجر تقع في حارة عبده هيج ثم انتقلت لمبنى مستأجر في حارة الخرامية مقابل بيت ناصر عنيزة شرق دارة علي سيد النعمي وقد أصبح اسمها أنس بن مالك ثم استقرت في مبناها الحالي الحكومي . والأستاذ عيسى عاصر كل هذه الانتقالات . عندما تزور الأستاذ عيسى اجد معلما متمكنا واثقا من نفسه وقدراته وعمله . مبتسما مرحبا ومهللا ، وطلابه واثقين من أنفسهم ومعلوماتهم . طيلة أيامي في الإشراف التربوي وهي (٣٠) عاما لم أسمع معلما أو طالبا أو مشرفا أو ولي أمر يشتكي من الأستاذ عيسى ، بل الجميع يذكره بخير .
كتب الشيخ محمد بن يحيى مريع مدير مدرسة أنس بن مالك سابقا وشيخ قبيلة الفقهاء في بيش : ” الزميل الغالي والاخ الكريم الوفي الاستاذ القدير عيسى بن يحي زحيفي رجل العطاء في ميادين التعليم ، كان أول من باشر في مدرسة أنس بن مالك …فقد ساهم في تأسيسها بمعيتي فكان نعم المعلم اجتهاداً وجهداً وإخلاصا.. وكان معلماً ناجحا ورجلا خلوقاً أحب مادته فأحبه طلابه وأحبهم كان معلماً ودوداً ومربياً فاضلا ، وزميلاً عضوداً . مكثنا سوياً من عام ١٤١١ إلى عام ١٤٢٧ ستة عشر عاماً ، وهو بين اروقة المدرسة لم ألحظ عليه الاخيرا ، منتظماً في دوامه مخلصاً في أدائه ناصحاً وموجهاً لطلابه أخاً وسنداً لزملائه .. عطاءً في نهجه ومنهجه ، خلوقاً في تعامله ، هاشاً باشاً في صباحه أنيقاً في هندامه.
هكذا كانت أنس الأنس التي جمعت كوادر متميزة من المعلمين الكبار في فترة مكوثي بالمدرسة .. وإلى درب العطاء أيها الأنسيون من معلمين وإداريين تحية إجلال وتقدير وعرفان لك أبا عبدالرحمن خاصة ولجميع الرعيل الأنسي الأول والتالي من زملائك وإلى حياة حافلة بالجد والاجتهاد والحراك الحر في العمل ، فقد كفيت ووفيت والآن ترجلت أيها الفارس عن صهوة جيادك الانسي لهذا العام ١٤٤٥ لتبدأ رحلة السعي في مضمار الحياة الحرة وتكمل رحلتك في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بكل اقتدار وجهد وفقك الله” .
في ختام هذه السنوات الغائمة الممطرة المثمرة ترجل الفارس عن صهوة جواده ليترك الفرصة لآخرين يحذون حذوه ويقتدون به ، فقد كان قدوة في كل شيء.
متعك الله يا أستاذ عيسى بالصحة والعافية وأطال عمرك على طاعته وجزاك الجنة على ما قدمت من سنوات عمرك خدمة لوطنك ومجتمعك .