مقالات مجد الوطن

قصة قصيرة (كَتِف)

 

………..

ذات مرة شاهدتُ انعكاس روحها عبر عينيها..

لا أعلم ما حدث وقتها ، ولا أريد معرفة ذلك..

قالتْ:

ما كان في حسباني وقوعي في شَرَك الحب بين ذراعيكَ..؟!

.

ومن ثم اتكأتْ برأسها على كَتِفي

كطفلة في كامل براءتها وقمة وداعتها ، راميّة بهموم الكون وصروف الأيام خلفها..

.

غفوتها الخفيفة اللطيفة أخذتني لأماكن في مخيلتي لم أعتد الوصول لها ، تقوقعتُ في خيالي كراهبٍ مُتعبد ، ينشُد السلام في قلبهِ الوجل..

.

عندما أفاقتْ من قيلولتها قالتْ بتوجس:

يا أنتَ لدي اعتراف لك ، أصبحتَ نقطة ضعف لي..!

نظرتُ لها ناكراً باستفهام:

كيف ذلك..؟!

قالتْ:

كل مافي الأمر أن هناك روح سلبتْ روحي بكامل أرادتي..!

قلتُ:

أطمح أن أكون نقطة قوة لكِ ، لاضعف..

قالتْ:

لا ، لا قوة في كَهن الحب ، بل استسلام مُطلق للفكر والاحساس ، يجعل من طرق باب الحب والدخول به شبيه اقتحام كهف مُعتم ، لا هداية ولا دليل في جنباته..

ولي اعتراف آخر..!

قلتُ:

بوحي بمكنون صدرك ، إصغائي لكِ ، إصغاء مُتلهفٍ لسماع ما يطفئ لهيب شوقه..

قالتْ:

أحبكَ ، ولا تكفي جميع المفردات لوصف كثافة هذا الإحساس ..!

وأشعر أن المفردات مُصابة بالعطب ، لا تكفي لحجم شوقي لك..

.

قلتُ:

اعترافي لكِ أعظم واحساسي بك أعمق ، أتعلمين..!؟

حضوركِ كان فجأةً في حياتي..!

والمفاجأة ، شيء لذيذ يأتي على حين غفلة..

هذا الحضور أخذني من نفسي لأضيع في تفاصيل الخيال ، وكلي فرح حين وجدتُ نفسي بين تفاصيلكِ..

ولي طلب معكِ..؟

قالتْ:

طلبك مُجاب ومحقق..

قلتُ:

عودي لاستكمال غفوتك ، فلا شيء يوازي في هذا الكون الاتكاء على كَتِف حبيب..

………………

الكاتبة: أحلام أحمد بكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى