مقالات مجد الوطن

اليوم الاخير …

 

مع مرور السنوات ،وتقادم الايام ،

واستدراج الساعات ؛

نسا من كان في ماضيه ،

لم يعبأ لها ، ولم يكترث بالسؤال عن حالها .

كانت سنواتها أسنة تقطع من روحها للهلاك

وأيامها ألم لجروح لا يراها سواها

وأما الساعة فكانت المأساة فلذغة كل حركة من عقاربها عقاب لا يحتمل بتحمل الثواني فيه

السؤال الموجع كيف قاومتها بلا أسلحة ؟

فكيف عدت كل تلك الفترات ولم تمت ؟

أجل كانت ميته ولكنها لم تُقبر

تتنفس بلا روح وتعيش بلا حياة

الا ان جاء ذلك اليوم العصيب الذي تلقى فيه خبر انه اخر يوم لها

برنة الهاتف سمع أحدهم يقول أن هناك من هي بحاجة للتبرع بالدم فهل ترافقنا؟

تردد قليلا بالتعذر لبعض المشاغل العالقة

ولكنه وافق بعد الحاح صاحبه بمرافقتهم لأجل خاطر صديقهم

لم تراوده الفكرة حتى لمعرفة

من هي أو من هو أخوها ؟

حل الصباح مسرعاً .. بنوم عميق لم يخالطه حلم . . .

حانت ساعة الصفر للتحرك بسيارته الفارهة

وصل والجميع يترقب مجيئه ومن سيكسب الرهان بقدومه من عدمه ؛

استبشر أصدقائه بمقدمه الملفت للأنظار

توجهوا إلى حيث المختبر

بدخول البعض سمع أحدهم يذكر اسم وملف المريضة المراد التبرع لها

فتح عيناه متعجب

هل ما سمعه حقيقة أم هذيان

حرك رأسه يمينا..شمالاً

حتى يركز اكثر فيما سمع

كان متردد بتكرار السؤال عليهم

يقول وقتها

لقد احسست بوخزة في صدري ولم اعرف لماذا ؟

لاحظ أصحابه شحوب وجهه

توقعوا ان يكون السبب هو خروجة بدون إفطار

هرع اليه أقربهم منه

همس بصوت زاد انخفاض

نعم يا صديقي إنها هي ولا غيرها

لم تحمله قدماه

تأوه من صميم فؤاده

اف لك يا دنيا ، ماذا فعلتِ

خبئ رأسه على كتف صاحبه

لألا يراه البقيه منهم

اجلسة على كرسي كان خارج المختبر

قال لصديقه :

أريد أن أراها !!

واكمل مع شد بين أسنانه

يجب أن أراها

ذهبا سوى إلى استقبال المستشفى حتى يعلموهما بمكانها

أخذا رقم الغرفة البائسة ذات الأرواح الهائمة

ما أن دق جرس الاسنصير حتى يسرعا لصعود الطابق الثاني غرفه 2009

إنها غرفة الإنعاش

وقبل وصلولهما سمعا اصوات صراخ حاد يأتي من الأعلى

زادت ضربات قلبه اكثر ينبؤه بشيئ لا يريد سماعه

بالفعل وصلوا وما أن فتح الباب حتى رأى جميع الأهل يجمعهم نداء واحد (لقد رحلت _ لقد ماتت _ ولن تعود مجددا)

جثا على ركبتيه وضع رأسه في حضن صاحبه الوفي له

لا يحبذ أن يرى دموعه احد

في ثواني قليلة استرجع شريط الذكريات المره

وكيف عرفها وكيف منعوه من الإقتراب منها مجددا

وجميع محاولاته باءت بالفشل حتى يأس منها

فحاول جاهدا سبق عجلة الزمن ليصل لمبتغاه ويصبح كما يشاؤؤن

ولكنه وصل متاخر جدا

وصل بعد فوات الأوان

وتدهور الحال

لم يسعفها قلبها الضعيف لتحمل سيطرة الأقوياء على رغباتها

والان حان وقت الزفاف بالغطاء الأبيض الملتف حول جسدها النحيل

وتشاور لهم بصوتها الصامت وهي في سرير الوداع

{واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت }

واسدل ستار العزة على منابت الحب العفيف

بقلم : البرنسيسة

أميرة العسيف أم الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى