مقالات مجد الوطن

(هديّة)

 

روح ساذجة هشّة

يجرحها الصمتُ

وتُفرحُها هديّة..

ذات جمال طاغي..

.

رمتَ كُل حملها عليهِ واكتفتْ..

لم تُحرّك ساكناً بمحدوديّة فكرها وإمكانياتها..

لا تفقه من الحياة شيء ؛ أو بمعنى آخر لا تريد أن تعي الحياة بكامل حقيقتها..

.

ولا عجب ، فقد أفرط بدلالها

منذو اقترانهِ بها..

وقد اعتادتْ هي على ذلك..

.

تمحور دلالهُ وتنوع ؛ فهي تنتظر منهُ دائماً وتطلبُ (كلمات الغزل الهدايا الثمينة الرحلات الخارجيّة)..

.

مع تقادم السنين بينهم خفتتْ شعلة الاهتمام منهُ ؛ لكثرة عملهِ ، كما كان يقول لها ويعتذر عن تقصيرهُ ..

بينما الحقيقة شيء آخر ؛ فقد أحتل قلبهُ السأم والملل ؛ لعدم تغيّر طباعها ؛ فهو مايزال يراها ؛ كما هي غير ناضجة فكرياً وينقصها الكثير من الوعي وذات عقل مغلق ، ولا يستطيع أن يُلقي عليها ولو جزء يسير من مسؤولياته وهمومه..

.

بينما هي ظلّت تنتظرهُ ؛ ويغالبها الضيق والعتب ؛ على ذلك المترِف

بانتظار سيلان فراتهُ الجاري عليها..

بانتظار الارتواء

بانتظار الغدق

والعطاء بكثرة منه..

.

طلبتهُ عبر الهاتف وهو منهمك بالعمل ، قائلة لهُ:

لن يُمحي عدم اهتمامك بي وانشغالك عني ؛ سوى هديّة تجلبها لي معك أثناء عودتك من العمل..!

.

قال لها بصوت مكتوم :

حاضر ، لك ما تُريدين..!

.

أغلق الهاتف وأطلق تنهيدة حرّى طويلة ..

أدرك وقتها الخطأ الذي اقترفه منذو اشتراطه للزواج وهو شاب أن تكون العروس ذات جمال ولا شيء غير الجمال..

.

فقد انتهى من مرحلة الجمال منذُ السنةِ الأولى ، و بدأ البحث عن بقيّة الأمور الأُخرى..

.

مرحلة الاحتياج لسند ، مرحلة الحوار العقلي والصداقة ، مرحلة التعايش والدفئ والحنان ، مرحلة الركون بعد اللهث المتواصل ، مرحلة التفهّم..

.

لقد أكتفى من الاستنزاف

أكتفى من العطاء

وجاء وقت الأخذ والحصول على شيء ولو بسيط ؛ يُشعره بالامتنان بما قدمهُ..

.

يجد نفسهُ بحياة يعيشها بعيدةً جداً عن طموحهُ الحاليّ..

كأنهُ بواديٍ غيرَ ذي زرعٍ ..

ومطلوب منهُ أن يُحوّله لحدائق غنّاءٍ ذات بهجة..

.

خرج من العمل وعرّج على محل مجوهرات ، تاركاً الحريّة للبائع بالاختيار والتغليف..

.

دخل عليها بعد منتصف الليل

حاملاً الهدية بيده..

استقبلتهُ بابتسامه عريضة فرحة مبتهجة بما رأتْ..

طبعت قُبلة على خدّة ، قائلة لهُ:

شكراً حبيبي..

جلسَ على الأريكة يرقبها بعين الخيبة ، بينما هي في عوالمها محلّقة مع هديتها..

.

التقطتْ عدة صور للهدية وأرسلتها لصديقاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..

ملحق بها عبارة

(حمل لي شغف الليل ، ببداية صبح نديّ ؛ أحبك ياحبيبي) ..

.

و لم يحصُلْ على شيءٍ ، غيرَ تلك العبارة..

…………….

الكاتبة:أحلام أحمد بكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى