د . ضيف الله مهدي
مساء البارحة الثلاثاء الموافق ١٠ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ ، وفي مخمل كافيه بحافظة بيش مدينة الحسن والجمال ،كانت ليلة غير كل الليالي وليلة أجمل من كل الليالي ، حيث حضر الفن التشكيلي وحضر التراث وحضر الماضي البعيد والماضي القريب وحضرت الفصول الأربعة وحضر المطر والسيل وطلت علينا الثريا وسهيل .. حضرت القصة واللوحة الفنية والزمن الجميل والمتعة وصفاء النفوس والمواقف العالقة بالقلب والنفس والعقل .
يا هي ليلة مضى الوقت بسرعة الضوء لم نشعر به إلا وقد انقضى وانتهى وطوف على الزمن المحدد .
بطل هذه الليلة وفارسها المشرف التربوي والقاص والتراثي والكاتب والفنان التشكيلي الأستاذ قالب بن إدريس الدلح . والمهندس الشاعر مهدلي العارجي ، وعدد من الإعلاميين والإعلاميات ومحبي التراث ومحبي الفن التشكيلي .
أبدع الأستاذ قالب الدلح وأبدع المقدم الشاعر مهدلي العارجي وأبدع المتداخلون والحاضرون . عرض بعض لوحاته الجميلة وكل لوحاته جميلة ، وقص علينا بعض ذكرياته والمواقف الجميلة والتي لا تزال في بؤرة الشعور .
كان حديثه شهدا وعسلا مصفى ذقنا حلاوته وطعمه المميز .
تنقل بنا بين لوحاته وذكرياته ومواقفه كطائر النورس بين الشواطئ ونحل بين وعلى الزهور وفراش يمتعنا بألوان أجنحته .
والحقيقة أنني قد حضرت أمسيات كثيرة وأمسية الأدب المصور مع الأستاذ الفنان التشكيلي قالب الدلح هي أجمل أمسية ولعمري فقد تفوقت على كل الأماسي الأدبية الأخرى فمنذ الانطلاقة حتى نهاية الحديث والأمسية والحاضرون مستمتعون ومتفاعلون ، شكرا بحجم الكون للأستاذ قالب وللشاعر مهدلي وكل الحاضرين . ومن فاتته أمسية البارحة فقد فاته نصف جمال الدنيا .