مقالات مجد الوطن

صداقة التربية 

 

 

حب الأبناء فطرة إنسانية، وطبيعة بشرية، وقبل كل ذلك فهي منحة إلهية، وهبة ربانية…

كن لإبنك معلماً وهو طفل ، وصديقًا حين يكبر

الصداقة مع الأبناء تجعل بيئة الأسرة بيئة ممتعة مستقرة ، بيئة تربية وتعليم ، بيئة تعزز القيم الأخلاقية ، وتدرب الأبناء على أسلوب الحوار ، واكتساب مهارة الاتصال .

 

لا شك أن الصداقة مع الأبناء، توفر لهم بيئة صحية تقيهم من المؤثرات السلبية ، يتعلم فيها الأطفال الصحيح من الخطأ، بوسيلة القدوة والحوار، وليس بأسلوب الغضب ، والعقاب .

 

على الأباء تعزيز السلوكيات الحميدة، وتعديل السلوك الغير مناسب عن طريق إعطائهم الفرصة منذ مرحلة الطفولة، للتعبير عن آرائهم ، والإنصات لهم وتعوديهم على الشفافية دون خوف ..

 

الصداقة لا يعني السماح بالفوضى والسلبيات وتكرار الاخطاء، الصداقة داخل هذه العلاقة، هي دعم نفسي للطفل ليثق في نفسه، ويجد من يلجأ اليه ،بدون أن يكون هَم الآباء أن يكون الأبناء نسخة منهم ، صحيح جميل أن يكون الأبن مثل أبيه، لكن الأجمل أن يكون له رأي في اختياراته …

 

الصداقة للأبناء تختلف عن صداقة الأقران، ولكنها بنفس الأهمية ، اللعب والحوار هما اللبنة الأساسية للصداقة ،بين الوالد والطفل عبر تخصيص وقت للحديث معهم ، وكونك والد ادخل عالمهم ودع الأبناء للمشاركة في بعض المسؤوليات ، وفي حال حدوث خطأ في التنفيذ ، عليك النقد البناء والفعال الذي يوضح الخطأ في السلوك وليس للشخصية ، وهذا يعزز موضوعات الحوار والتواصل معهم، مما يجعلهم يلجأون إليك لتصبح مستشارا، والواعظ الحكيم لهم الذي يرشدهم .

 

شاركهم هواياتهم واهتماماتهم واحترم شخصياتهم ، والأختلاف بين الأبناء وارد ، عليك ضبط النفس عند ظهور اي مشاكل ، ولا بد من التسامح وكظم الغيط ، وإظهار الحب والإعجاب من فترة لاخرى وأن تكون الأحاديث معهم متنوعة ببن الضحك والجد مع عدم التدليل ، فالدلال قد يفسدهم ،لأن في المدرسة هناك تعليمات وواجبات عليهم التعامل معها بالاعتماد على النفس والتحصيل الجيد…

 

في النهاية العلاقات الناجحة هي أساس الاستقرار النفسي والعاطفي للأسرة، والتأسيس لصداقة قوية مع الأبناء منذ الصغر يجنب الأسرة الوقوع في بعض المشاكل خاصة في فترة المراهقة، وعند انشغال الأهل بأمور الحياة ،وغياب الأب بسبب العمل عليه أن يخصص وقتاً نوعيا مستثمرًا، وبشكل منتظم للحديث معهم حتى يعتاد الأبناء على ذلك…

 

الطفولة صفحة بيضاء، وحياة صفاء ، ثغر باسم وقلب نقي وروح براءة ، عالم مخملي ، مزدان بقلوب كالدر ، وأرواح باذخة الطهر ، الطفولة قصة حلم ، وقصيدة أمل ، وخاطرة عذبة ، الطفولة حياة الروح ، وروح الحياة، وصداقة التربية ومشاركة الأبناء تسمح لنا أن نمارس الطفل الذي في داخلنا طوال حياتنا وهذا ما يجعلهم ويجعلنا سعداء…

 

 

ندى فنري

أديب/ صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى