
___________________
أنطوت الأعوام عامًا بعد عام ؛ وفي كل عام يتجدد الحزن على فراق من نميْتُ في أحشائها أمي رحمها الله .
أمـــي …
غادرت الحياة بجسدها ؛ وذكراها باقية في الحياة معي في كل مكان .
أمـــي …
باقية في قلبي ؛ ولم ترحل صورتها من عيني .
أمـــي …
تتقلب أيامي بين الأفراح والأحزان ؛ وفي كلاهما أحن وأشتاق لها .
كم أتمنى وجود أمــي بقربي ؛ فلا قلب في هذا الوجود أحن من قلبها عليّ .
أمـــي …
منذ رحيلها وهي حاضرة معي لم تغب ملامحها عن عيني ؛ ولا جمال الأيام التي عشتها معاها ؛ فذكراها دائمًا في بالي .
كيف لي بالله أن أنساها وهيّ أول من حسّ بنبض قلبي ينبض في حشاها ؛ وأول من أحتوتنتي وحضنتني وقبلتني عندما أقبلت للحياة .
أمـــي …..
فراقها له حرقة في القلب لا يعرف قيمته إلا من فقد أمـة .
أمـــي …
برحيلها أغلق لي باب من أبواب الجنة ؛ فقد رحلت من كنت أكرّم لأجلها .
مضى ما مضى من سنوات العمر ؛ وفاجعة فراقها كما هيّ في نفسي ؛ لم تخف وطئتها رغم هذه السنين .
اللهـم أغفـر لهـا وأرحمهـا وعافهـا وأعـف عنهـا.
اللهـــم وسع لها في قبرهـا مدّ بصرها.
اللهـــم أغسلها بالماء والثلج والبرد
ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
ومن أصدق من الله قيلًا
{ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا }
*نبيه بن مراد العطرجي*
مكة المكرمة