مقالات مجد الوطن

مــ الفـؤاد ــودة     ذكــرى الحبيبــة (٢٣)

 

___________________

 

أنطوت الأعوام عامًا بعد عام ؛ وفي كل عام يتجدد الحزن على فراق من نميْتُ في أحشائها أمي رحمها الله .

 

أمـــي …

غادرت الحياة بجسدها ؛ وذكراها باقية في الحياة معي في كل مكان .

 

أمـــي …

باقية في قلبي ؛ ولم ترحل صورتها من عيني .

 

أمـــي …

تتقلب أيامي بين الأفراح والأحزان ؛ وفي كلاهما أحن وأشتاق لها .

كم أتمنى وجود أمــي بقربي ؛ فلا قلب في هذا الوجود أحن من قلبها عليّ .

 

أمـــي …

منذ رحيلها وهي حاضرة معي لم تغب ملامحها عن عيني ؛ ولا جمال الأيام التي عشتها معاها ؛ فذكراها دائمًا في بالي .

 

كيف لي بالله أن أنساها وهيّ أول من حسّ بنبض قلبي ينبض في حشاها ؛ وأول من أحتوتنتي وحضنتني وقبلتني عندما أقبلت للحياة .

 

أمـــي …..

فراقها له حرقة في القلب لا يعرف قيمته إلا من فقد أمـة .

 

أمـــي …

برحيلها أغلق لي باب من أبواب الجنة ؛ فقد رحلت من كنت أكرّم لأجلها .

 

مضى ما مضى من سنوات العمر ؛ وفاجعة فراقها كما هيّ في نفسي ؛ لم تخف وطئتها رغم هذه السنين .

 

اللهـم أغفـر لهـا وأرحمهـا وعافهـا وأعـف عنهـا.

اللهـــم وسع لها في قبرهـا مدّ بصرها.

اللهـــم أغسلها بالماء والثلج والبرد

ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

 

ومن أصدق من الله قيلًا

{ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰا }

 

 

*نبيه بن مراد العطرجي*

مكة المكرمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى