مقالات مجد الوطن

ليلة العيد وصباح العيد

 

بقلم: أبكر عاتي

 

ها هي الليلة التي انتظرناها طويلًا تطل علينا بنسائمها العطرة، ليلة تتجلى فيها مشاعر الفرح وتفيض القلوب بالدعوات الصادقة. إنها ليلة العيد، الليلة التي تسبق صباحًا يملؤه النور والبهجة، حيث تترقرق دموع الفرح في العيون، وتغمر البسمة وجوه الصغار والكبار.

 

في ليلة العيد، تنبعث رائحة الحلوى من كل بيت، وتدب الحركة في الأسواق لآخر لحظة، فالجميع يسعى لإكمال استعداداته كي يكون يوم العيد مختلفًا، يومًا يليق بهذه الفرحة التي تملأ الأرجاء. الأطفال ينامون بصعوبة، تتملكهم الحماسة للألعاب الجديدة وملابسهم المزدانة بالألوان الزاهية. أما الكبار، فبين الدعاء والذكر واسترجاع ذكريات الأعياد الماضية، يجدون في هذه الليلة فرصة للتأمل والشكر على النعم.

 

ومع أول خيوط الفجر، يهل علينا صباح العيد كلوحةٍ مرسومةٍ بالحب والسلام. تصدح التكبيرات في المساجد، تعانق القلوب قبل أن تعانق الآذان، فتبعث في النفس إحساسًا عميقًا بالطمأنينة. يخرج الناس بملابسهم الجديدة، والأيادي تتصافح بصدق، والوجوه تشع نورًا، وكأنها قد اغتسلت بفرحٍ لا يوصف.

 

صباح العيد ليس مجرد وقت يمر، بل هو شعور يمتد في القلب، في دعوة أم، في ضمة أب لابنه، في قبلة طفلٍ على يد جده، في ضحكة تتردد بين الجيران، وفي لقمة حلوى يشاركها الأحباب. إنه صباح التسامح، حيث تصفو النفوس من الأحقاد، وتُرمَّم العلاقات التي بعثرها الزمن، فالعيد فرصةٌ لنولد من جديد، أنقياء كما كنا يوم ولدتنا أمهاتنا.

 

كل عيد وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى