مقالات مجد الوطن

نسائم العيد حين تقترب

 

✍️ أبكر عاتي

 

حين تلوح تباشير العيد في الأفق، تتحول الأيام إلى سيمفونية من البهجة، تمتزج فيها روائح الطيب بمشاعر الفرح، وترتسم الابتسامات على الوجوه كأنها زهور تفتحت بعد طول انتظار. العيد ليس مجرد مناسبة تأتي وتمضي، بل هو محطة يتجدد فيها الأمل، ويتعانق فيها الماضي بالحاضر، فنعيش لحظاته بقلوبٍ تنبض حبًّا وسعادة.

 

قد يظن البعض أن العيد يكمن في الملابس الجديدة أو الموائد العامرة، لكنه في الحقيقة إحساس دفين يسري في الأرواح قبل أن ينعكس على المظاهر. إنه تلك اللحظة التي يركض فيها الأطفال ببراءتهم وضحكاتهم، وهو دفء اللقاءات العائلية التي تذيب جليد الغياب، وهو قبلة تُطبع على جبين الأم والأب اعترافًا بجميلهما.

 

مع اقتراب العيد، تعود بنا الذاكرة إلى أيام الطفولة، حين كنا ننتظر بلهفة تجهيز الحلويات وتزيين المنازل، وكأننا نحيي طقوسًا مقدسة لا تكتمل الفرحة إلا بها. صوت تكبيرات العيد، ورائحة البخور الزكية، وملامح البهجة في عيون الجميع، كلها تفاصيل تجعل للعيد نكهة خاصة، تختلف عن أي يوم آخر.

 

العيد فرصة ذهبية لمد جسور الود بين القلوب، فهو لا يعرف قطيعة ولا يعترف بجفاء. فيه تصفو النفوس، وتتصافح الأيدي التي فرقتها مشاغل الحياة، وتهدأ الأرواح التي أرهقتها الأيام. العيد يعلمنا أن السعادة تكمن في العطاء، وأن بهجة القلوب لا تكتمل إلا بمشاركة الفرح مع الآخرين.

 

حين تقترب نسائم العيد، لنستعد لاستقبالها بقلوب مليئة بالحب والتسامح، ولنغمر أيامه بكل ما هو جميل. فالعيد ليس مجرد يوم، بل هو شعور نزرعه في قلوبنا ليظل مزهرًا طوال العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى