الكاتبة – انتصار عسيري
تتعدد تفسيرات الناس للظواهر والأحداث كل حسب نظرته للحياة و للأسباب..
مايحدث الآن من وباء وأمراض نسميه معشر الفنانين اختلال ايقاع الجسم..
لاننا نعلم أن حياتنا عبارة عن علاقات ايقاعية مترتب بعضها على البعض الآخر..
وإذا اختل أحدها يؤثر على بقية الإيقاعات..
والايقاعات الداخلية تتوقف على نوع البيئة التي يتفاعل معها الإنسان..
انتظام ضربات القلب وتخطيط الضربات في الجهاز إيقاع..
وانتظام عملية التنفس إيقاع..
استخدام الطفل للارجوحة إيقاع..
جلوس الطلاب في صفوفهم إيقاع..
امواج البحر وارتباطها بحركة الريح إيقاع..
والمشترين الملتفين حول البائع إيقاع..
والفنان يبني الإيقاعات في عمله الفني أيضا..
ماهو الإيقاع إذا في العمل الفني..
هو تكرار منتظم وغير ومنتظم لشكل أو خط، يولد الحركة في اللوحة ويبعد عنها الجمود،
في حال لم نستطع تحديد الأشكال الهندسية في منحوتة أو لوحة أو صورة فنستطيع تحديدها بالإيقاع الذي قد يكون إيقاع لوني أو حركي..
ويحمل كل هذي الإيقاعات لعين الرائي والمتذوق..
كلوحات الفنان الفرنسي ادغار ديجا لراقصات البالية..
لقد حول الإيقاع اللحظي إلى إيقاع دائم بتنظيمة ل اتجاهات الاذرع والاقدام والملابس وبقية عناصر اللوحة تنظيما موسيقيا متواصلا ومتوافقاً..
وكما في لوحات الفنان السعودي الرائد عبدالحليم رضوي رحمة الله.. في ضبط إيقاع اللون من الفواتح والغوامق..
وهذا الإنسجام في اللوحة يسمى التوافق..
والتحدي الحقيقي للفنان هو أن يخلق إيقاعا له قيمة من الناحية الجمالية.. وان يخرج من مأزق الإيقاع الآلي الهندسي الذي يؤدي إلى النوم وكأنه دقات ساعة منتظمة.. فكلما ازداد عامل التغير كان التأثير الجمالي أكثر صدى، وكل هذا يكتسبه الفنان من اكتمال خبرته الفنية.