مُنذُ أن أحببت المُعلقات وحفظتها في أيام المتوسطة تقريبًا عام 1406هج حيث حصلت على كتاب شرح القصائد العشر للخطيب التبريزي وعكفت على قراءته ولو كُنتُ سخرتُ ملكةَ الحفظِ آنذاك لماهو خير لديني ودنياي لكان أجمل وأفضل..
الشاهد منذ ذلك التاريخ لم أُفِكر ما هو الفائدة من قول امرؤ القيس:
قفا نبكِ
من ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ
بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
بل كُنت أُرددها مُتفاخرًا بالفارس العربي الشهم الذي يعيش عمره يبكي على الأطلال!!!
إذن السؤال الهام
ماهو الفائدة من البكاء على الأطلال والتي تسكن في العقل اللاوعي للمواطن العربي الأصيل؟!.
كُنت ومنذ المُراهقة والشباب وحتى عما قريب أراها ضربًا من الأصالة والانتماء والوفاء والنقاء .
حيث الحب الصادق للحبيب وحتى وان كان تحت الثرى وهذا خُلق نبيل ولا خلاف في ذلك وهذه من شمائل وصفات المحتد العربي النقي الأصيل..
ولكن أليس في ذلك مُبالغة عندما تستوقف الركب ونوقف المسيرة والتنمية والخطط والبناء بل والسباق في هذا العصر الذي أصبح العالم يسابق الريح في علوم التقنية والفضاء ونحن نوقف كل ذلك ونأخذ جانبًا ونبكي على الأطلال ؟؟!
الكارثة ان شعراء الجاهلية ثم في العصور التي تلته جعلوا البكاء على الأطلال جُزءً من القصيدة بل من الثقافةِ العربية بل لو نسترجع گُتب الأدب نجدهم كلهم سطروا ومجدوا امرؤ القيس وانه أول من بكى واستبكى ووقف على الأطلال وكأنه بذلك أبتكر شيء محمود يُحسب له
وهو في الحقيقة سنَ سُنة سيئة.
نستطيع أن نقول للآسف الشديد إن امرؤ القيس بذلك أسس لثقافة البكاء على الأطلال في العقل الباطن للمواطن العربي منذ ما يزيد عن الف وستمائة سنة وبالتالي أصبحت ثقافة سائدة لدى الشعراء العرب وبالتالي سكنت في تفاصيل التراث العربي وانعكست على العقل العربي.
شدتني عبارة جميلة للأديب الكبير الأستاذ مكي الشامي
حينما كتب البكاء على الأبطال لا يُعيد لنا الأبطال
دعونا ننظر للمستقبل ونسابق الآخرين ونعمل على تسارع عجلة التنمية ولا نملك لهم إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة وهذا ما تعلمناه في ديننا الحنيف ..
دمتم بود..