طــال الـغـياب ولــم أعـد أتـحملُ
إنــــي ضـعـيـفٌ عــاجـزٌ أتــوسـلُ
يـا صـاحبي مـا زلـتُ مـنذُ فـراقنا
أرعـــى الـنـجـوم ولـلـسما أتـأمـلُ
أشـفـق فـإنـي مـنـكَ أرجــو قُـبلةً
لـتُـعيدَ روحـي..هل بـها تـتجملُ؟
يـاصاحبي مـا الـصبر ينفعُ من بهِ
جــرحٌ عـمـيقٌ لــم يــزل يـتـوغلُ
يـا صـاحبي يـكفيك قـد أرهقتني
فـلكم سـقاني فـي البعادِ الحنظلُ
كـــأسُ الـفُـراقِ بُـغـصةٍ وشـربـتها
واليوم تعتبُ إن شكيتُ وتعذلُ؟
والله لــو عـلـمت دمـوعـك أَنـنـي
أخـشى عـلى خِـدَّيكَ حـيناً تَهطلُ
مـا سـالَ دمـعٌ مـن حـنينِ فـراقنا
كَــــلا ولا أذكَــيـتَ قَـلـبـاً يُـشـعَـلُ
وكــذاكَ لـو عـلمت كـفوفكَ أنـني
مــا بـين جـفنيكَ انـسكابٌ يـقتلُ
مـــا لامـسـت كـفّـاكَ دَمـعـاً تـائـهاً
مــن حَـيرةٍ واسـتعصَمت لا تَـنزلُ
فـي بُعدِكم أرنو الوصالَ فأشتهي
لــثـمـاً لــطـيـفٍ زارنــــي وأقــبِّـلُ
واللهِ لـــو عـلـمـت خـطـاك بـأنـها
تـخطو بـقلبي.. عن رحيلك تَعدِلُ
يـاصـاحبي والله عـطرك لـم يـزل
لــي نـسـمةً والـعـطرُ مـنـها يُـثمِلُ
يكفيك إن عواذلي جحدوا الهوى
ظُـلـمـاً فـعـادوا لـلـهوى وتـوسـلوا
أن يـرجـعونا نـحـو مـاضينا وقـد
نـعـفـو إذا تــركـوا فــلـم يـتـقبلوا
قـالـوا بـأنـك لـم تـعد تـشتاق لـي
فـارجِـع وقــل لـلـعاذلين تـرحـلوا
عُـد كـي أرى هذي الحياة مُجدداً
فـالكونُ أسودُ مُذ رحلتَ وموحِلُ
عادل عباس