يا رشفةَ الماء هل جفَّتْ مآقينا؟
أم أنَّ قطرَ الندى يسقي المحبينا!!
من كل ركنٍ أتى غيمٌ يظللُنا
أنَّى اتجهنا فوشلُ الماء يَروينا
هيجْتَ فينا غرامًا لا يفارقنا
وبُحْتَ فينا بأسرارٍ تُواسينا
أحطتَ – ياماءُ-بالتذكار أسئلتي
فصرتُ أحيا بتذكاري ولو حينا
فالحب يُبدي شُواظا من جوانحنا
ليبعث الشوقَ والأحلامَ والسينا
أفي عناقِ الهوى روحٌ تحنُّ به
عصائبُ الفل إذ هبت بوَادينا؟
ياشامةَ الحسنِ هل في الحي من شبهٍ
لقلبكِ العذبِ …مزقتُ العناوينا ؟!!
أم ارتشافُ الندى من شهد مَبْسَمِكم
يعيد روحَ الهوى في غصن شادينا!!
(منى اللقاءاتِ )في أعلى بواسقها
تُطبِبُ الجرح من نَزْفٍ فتَشفينا
الريحُ هبت وجمرُ الشوق أججها
بعدًا..- وفي قربنا- أمست تُدفينا
لحائفُ الحب قد باتت تبادُلنا
منابرَ الوصل من بوحٍ تُغطينا
العين خجلى بطرفٍ سهمهاشركٌ
تُدغدغ الخفقَ والنظراتُ تَسبينا
تخافتَ النورُ كي نحظى بجذوته
فخاننا القدحُ واكتلت أيادينا
ناظرتُ شَعرًا طواه الليل وانسدلت
جدائلُ الفقد من أيام ماضينا
متعْتُ روحي بذكرى في خصائلهِ
وقد تدلى بقاعِ الظَهْرِ يُغرينا
كأنه الليلُ في سِردابِ حُلكتِهِ
أمواجُه ُ السودُ ذابت من تصافينا
نبوحُ عشقًا لأعشاشٍ بِنَا سكنت
نموتُ نحيا بها حبا وتمكينا
حوائمُ الطير غنت في خمائلنا
لحونَ شدوٍ بها تزهو أمانينا
ياطيرُ بلِّغْ تحياتي لمن لهمُ
أعاليَ القلبِ إخلاصًا وتوطينا
فمسْكني الحب لو غابت ملاحمنا
نعيشُ إنسًا ولا نغدو شياطينا
(محمد جابر مدخلي )
