الاصلاح بين الناس
هل جربت يوما أن تصلح بين اثنين ؟
يعد إصلاح ذات البين من مكارم الأخلاق العظيمة، فقد حث عليها الشرع في أكثر من مناسبة …
كما في قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) .
و يعد الاصلاح بين الناس من أعظم و أجل الطاعات
و أفضل الصدقات .
ما المقصود في الاصلاح بين الناس؟
لا يخفى أن الخلاف أمر طبيعي بين البشر، لا يسلم منه أحد، فخيار البشر حصل بينهم الخلاف، فكيف بغيرهم.
كم بيت كاد أن يتهدم بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجه، وكاد الطلاق أن يحدث، فإذا بهذا المُصلح بكلمة طيبة، ونصيحة غالية، ومال مبذول، يعيد المياه إلى مجاريها، ويصلح بينهما ليستمر البيت قائمًا.
وكم من شقاق أوقطيعة
كادات أن تكون بين أخوين، أو صديقين، أو قريبين بسبب زلة أو هفوة، وإذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة ويصلح بينهما.
و كم من شخصين بينهم معاداة وبغضاء، فيأتي رجل موفق فيصلح بينهما، ويزيل ما بينهما من العداوة والبغضاء .
و كلما كان الرجلان أقرب صلة بعضهما من بعض؛ فإن الصلح بينهما أوكد، يعني أن الصلح بين الأب وابنه أفضل من الصلح بين الرجل وصاحبه، والصلح بين الأخ وأخيه أفضل من الصلح بين العم وابن أخيه، وهكذا …
المصلح قلبه من أصفى القلوب ونفسه تحبّ الخير ويبذل كل ما بوسعه للإصلاح ويحمل هم الإصلاح ولايسعدبرؤيةالمتخاصمين
و هو شخص يتصف بأن نفسه تحب الخير وتشتاق إليه، فلا يهمه رأي هذا ولا غمز ذاك ما دام يعمل لله وإرضاء له .
و الإصلاح بين الناس يحتاج للحكمة و الصبر و يفضل أن يتم بالسر ، لأن الإنسان قد يتأذى من نشر مشاكله أمام الناس .
المصلح بين الناس له أجر عظيم، و ثواب كريم ، إذا كان يبتغي بذلك مرضاة الله سبحانه وتعالى .
ويعتبر الإصلاح بين الناس أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات، لما فيه من نشر للحب، والمودة بين الناس، مما يؤدي إلى سعادة الأفراد، وقوة وترابط المجتمع …
لا شك أن الصلح خير من الشقاق، والصلة أفضل من القطيعة، والحب أولى من الكراهية.
إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه …
والمصلح ذلك الإنسان الذي يبذل جهده وماله وجاهه وسلطته ليصلح بين المتخاصمين .
أجمل ما قيل في الصلح
* الصلح بين الآخرين ثقافة يجب أن نغرسها في نفوسنا ونتحلى بها.
* لا يوجد أروع وأجمل من القلوب الجميلة المسامحة و المتصالحة مع ذاتها ومع الآخرين.
* من ثمار الصلح أنه يزيل كافة المشاحنات والعداء بين الأشخاص.
* بالتسامح والصلح يصبح الإنسان أكثر قدرة على اتخاذ قراراته الصائبة وتحقيق كل ما يرجوه.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ”، وقال: هذا حديث صحيح، وفي رواية عنده أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ”.
ما هي السورة التي تصلح بين المتخاصمين؟
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾
فعلينا أن نجتهد في الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً .
ندى فنري
أديبة / صحفية