سرعة نمط الحياة و زيادة متطلباتها و انشغال الناس بأعمالهم، و تفتت الأسر إلى أسر مستقلة ، كل فرد له بيته الخاص و دائرة معارف جديدة ، ساهم في تغيير نمط الحياة.
و و سائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انقطاع صلة الرحم و الجفاء بين أفراد الأسرة الواحدة…فلم يعد يتفاعلون إلا من خلالها مما أدى تقليل عدد الزيارات و الاهتمام بالفروع و إهمال الأصول .
صلة الرحم مفهوم إسلامي ،و المقصود منه عدم القطيعة بين الأقارب ، و الحث على زيارتهم …
الأرحام تعني الأقارب ذوات الرحم الواحدة ، كونهم خرجوا من رحم واحد ، رحم الأم .
و اختلف العلماء في حدّ الرحم التي يجب وصلها إلى ثلاثة أقوال:
القول الأول:
أن حد الرحم هو الرحِم المَحرَم .
والقول الثاني:
أنهم الرحم من ذوي الميراث.
والقول الثالث:
أنهم الأقارب من النسب سواء كانوا يرثون أم لا.
و ذكر في القرآن:«وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ»
و استحب الإسلام في الفضل تقديم الأرحام على غيرهم لقوله تعالى «وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ»
من نعم الله و فضله أنه أمرنا بصلة الرحم، و عدم قطيعتها .
و لقد حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد على رعاية الرحم ، و بر الوالدين ، و الإحسان إليهما، و مودة الأقارب ، و حسن الصلة بهم .
صلة الرحم واجبة و قطيعتها معصية ،و تعتبر من كبائر الذنوب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ :«من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه»
عن علي رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه.»
عن عائشة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله .»
عن النبي ﷺ أنه قال: «يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.»
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: «يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال ﷺ: إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.»
عن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم .»
واضح أن الله سبحانه وتعالى أراد ان ينعم الأقارب ، و من كان بينهم و بين الإنسان نسب بإيصال كل ما يمكن من الخير ، و دفع كل ما يمكن من الشر ، فذلك من أفضل الأعمال و أعظمها مثوبة عند الله .
و الصلة تعنى دوام العون ، والبر والإحسان والتفقد ،وقضاء الحوائج ودفع الضرر، وحسن المعاملة والإمداد، بكل ما فيه نفع دينى ،أو دنيوى وقد جاء ذلك التوجيه الإلهى فى الأحاديث بصورة مؤكدة و حاسمة , لا تحتمل الإستهانه أو التساهل أو التفريط أو الغفلة فى أى وقت .
و في النهاية فقد بين الله سبحانه و تعالى أنه أخذ للرحم اسماً من أسمه وإشتقه من إسمه ( الرحمــــــن ) فكان لها علاقة وطيدة به وهذا يدل على الرحمة الواسعة الشاملة المرتبطة بجلاله ورعايته ….فاتقوا الله في الأرحام…
ندى فنري
أديبة / صحفية