قد تظلم نفسك ،أو تظلم من اغتبته بدون قصد ، فالشخص قد يكون مستقيما، لكن من يعكس صورته هو المائل.
عليك سماع أكثر من رأي ،لأنه يقال «وما آفَةُ الأَخبار إلا رُواتُها»، يمكن اختلاق أي خبر من لا شيء، لأسباب ومصالح عدة، سواء كرها أو حبا أو صداقة، وهذا يقتل المصداقية .
يقول وليم شكسبير :
” من باب الأدب استمع للبشر جيداً، أما من باب الاحتياط فلا تصدق كل ما يقولون” لأن هناك تقاطع مصالح، وأجندة خفية …
و يقول مارك توين ” من الحماقة أن تكره أحداً لأنك سمعت شخصاً يتحدّث عنه بسوء ”
كثير من الناس الذين ذكروا فلان من الناس بسوء، و عند التعامل معه لم يجدوا منه إلا خيراً، والعكس صحيح أيضاً .
تذكر من يتكلم لك عن الغير فربما يتكلم عنك أمامهم ، فلا تصدق ما يقال لك عن أحدهم حتى تستمع إليه وتستوضح منه إن كان يهمك أمرُه، وإلا فترفع عن سوء الظن به، وكن أحرص الناس على ستر ما سمعته عنه، فما من فضيلة أجزل أجراً ولا أجمل أثراً في دنياك وآخرتك من فضيلة الستر …
على العموم افعل كل ما أنت مقتنع به و لا تكن لعبه بين من أراد أن يوجهك حيثما شاء وكيفما أراد …
كن لك فكراً مستقلاً وعقلاً يفكر ، فلا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر .. صدق فقط نصف ما ترى وتشاهد، واترك النصف الآخر لعقلك يحكم عليه…
ولا تنقل كل ما تسمع، فالبعض يجيد اختلاق المواقف والأحداث كأنها حقيقة ، الهدف تفكيك المجتمع وزرع البغضاء بين أطراف المجتمع …
عموما إن من يسعى للإضرار بالآخرين إنما يؤذي نفسه أولا بظلم نفسه، والجزاء من جنس العمل، ستزوره أفعاله ويراها ويتذكر من سبب لهم الأذى ، فالجزاء من جنس العمل، ستزوره أفعاله ويراها ويتذكر من سبب لهم الأذى.
و أعود لقاعدة ” اسمع مني ولا تسمع عني ” فالإشاعة يخرجها الحاقد، وينشرها فاسد ويصدقها فاشل.
على مر التاريخ عانى الكثير من هذا السلوك والأمثلة كثيرة، الإمام الشافعي على سبيل المثال كاد أن يفقد حياته بسبب ما نقل عنه إلى هارون الرشيد لولا تدخل أحدهم، والإمام أحمد بن حنبل عندما سجن كان ذلك بسبب كلام قيل عنه.
أما النصيحة التي أود لمن يتقبلها مني ؛ غادر المكان ،وغادر الأشخاص ولا تلتفت وراءك ،أبدا لأنك حينها لن تندم على قرارك.
ندى فنري
أديبة / صحفية