مقالات مجد الوطن

الوفاء ..

 

 

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الوفاء توئم الصدق ”

الوفاء قيمة جميلة تنبع من نفس عظيمة لاتنتظر الرد على عطائها بل تتنزه حتى عن انتظاره .. ، فهي في اختبار دائم عميق للنفس وعلوها ، فالذي يستمسك بالوفاء لا تغيره الظروف ولا طوارئ الزمان وطوارقه فهو بتدفق من قلب سليم خال من وشائج الأحقاد والضغائن وهو تسامي بالنفس عن الملوثات البشرية مهما بلغت فلا يرتبط بردات الفعل ولا يخضع لقياسات ند بند !! وهذا مايبقي نفس صاحبها تُحلق بضميرها الحي الذي يجعلها تتميز عن من حولها ..

الوفاء خلة نادرة يتميز بها النادرون في زمن خلا من صفو القلوب ، وبات فيه الأوفياء في صراع بين جبلتهم وبين واقعهم وتأبى طبيعتهم الا الانتصار .

ما إن تشاهد مقطعا في براج التواصل الاجتماعي او تتحاور مع من حولك او تقرأ في كتاب إن عرج للعلاقات الا وجعل من بين الفاظها وسلوكها الألم لانعدام الوفاء ، فما اوجد الألم الا تصنع الوفاء الذي جعل غالب الناس تتألم لفقدانه و اصبح الاتهام بقل الوفاء ككرة يتقاذفونها لتبقى المواقف هي الفيصل ..

فالوفاء لمن لا وفاء له اصبح درس في الحب الغير مشروط وعنوانا لارواح تجذر فيها النبل فهي لا ترتجيه من الآخرين كائنا من كانوا فهي تكتفي بأنه يستوطنها فتجدها وفية حتى مع الشارع الذي تسير فيه كل يوم فلا تريد أن تراه الا بأنظف صورة فلا تتردد في جعله نظيفا وتحرص على ذلك فكيف حالها في علاقتها بمن حولها سواء كانت هذه العلاقة بين زوجين أو افراد أسرة أو اقارب وجيران بل يمتد ليشمل الحارة والمدينة ليصل الى الوطن الكبير وقيادته الحكيمة ، وهاهي وزارة التعليم تُسعدنا في حرص بالغ منها على تنشئة الأجيال على القيم الاسلامية والإجتماعية النبيلة حيث أقرت قيمة الوفاء كقيمة معززة للسلوك الايجابي لتُدرس وتُعزز في أنفس الطلاب والطالبات وهو غير أنه قيمة دينية فهو صفة عربية أصيلة فاخَر وتفاخرَ بها العرب و ما احوجنا اليها في هذا الزمان الذي طغت عليه الأنا و المادة لنتكاتف ونبذر ونزرع هذه القيمة في انفس ابنائنا وبناتنا ونذكر انفسنا دوما بها ونتذكر ابدا بأن الوفاء من صفات الله سبحانه وتعالى ( ومن أوفى بعهده من الله ) ..

ودمتم بالف خير

 

عائشة احمد سويد

جازان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى