مقالات مجد الوطن

التشبث بالرأي و انعكاساته 

 

ما أجمل أن نكون علاقات إنسانية ناجحة ، علاقات على قدر كبيرة من الوعي ، نتبادل فيها التجارب و الخبرات ، لكن في بعض الأحيان تتولد بعض الإشكالات بسبب التشبث بالرأي مما يجعل هذه العلاقات تنتهي …

 

التشبث بالرأي والتمسك به بقوة

يقع فيه العلماء، و الأدباء، والمثقفين ،والناس العوام بشكل خاص …

 

أحيانا يكون التشبث بالرأي ( على غلط ) و يتمسك به صاحبه ….

 

علينا أن نعي أن التشبث بالرأي، يكون بالقول الصحيح ، كالتمسك بآيات الله سبحانه و تعالى ، والتشبث بالسنة الشريفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

( لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن أترك هذاا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ) …أما غير ذلك فهو قابل للنقاش فكل رأي يحتمل الخطأ ،والصواب

 

يميل بعض الناس إلى التشبث بآرائهم ،وعدم تقبل آراء الآخرين ، حتى أنهم يرفضون وجهات نظر أخرى ،إن كانت مغايرة ، أو مختلفة عن آرائهم ، و لا تتماشى معها مما يسبب الكثير من الخلافات و تصل أحيانًا لحد القطيعة…

لايقبلون في أحاديثهم الأخذ و الرد ، ولا يحبون الحوار ، منهجهم في الحياة قائم على المزاج ولا تتسع عقولهم سوى آرائهم المتكونة وفق هواهم ، لا يقبلون التفاوض يتشبثون بآرائهم على نحو أعمى …

 

شتان بين التشبث بالرأي على نحو بصير تصاحبه عقلية منفتحة، على أتم الاستعداد للاستزادة والتنوير على التشبث بالرأي و عقلية منغلقة …

 

علينا أن لا نتبع أهوائنا ونبحث عن الحقائق ، وفي حال إكتشاف خطأنا نتعذر كأن نقول

( أعتذر لقد كنت على خطأ ، و رأيك قد أقنعني .بعد التثبت و التحقق من الأدلة )

( شكراً لقد فكرت بسببك من زاوية أخرى ، كلامك و فكرك قد فتحا لي أفاقاً لم أكن أراها)

 

ما الفرق بين العناد والتشبث بالرأي؟

 

لا فرق فالعناد هو التشبث، وكلاهما يعني التمسك والتعلق، والإصرار وتصلب الرأي، كلاهما له شق إيجابي وشق سلبي .

 

هناك من يعاند فيصمم على وجهة نظره الإيجابية، وهناك من يعاند فيصمم على وجهة نظره السلبية، كذلك التشبث والتي توصف غالبا عند الحديث عن الرأي فنقول فلان متشبث برأيه (أيا كان هذا الرأي) والطفل متشبث بالحياة ،والمغامر متشبث بالحبل، والغريق متشبث بطوق النجاة، والبعض يتشبث أحيانا بقشة، فكما ترى أن كلمة متشبث غالبا ما تستخدم تعبيرا عن البحث عن النجاة، ومع ذلك قد يتشبث الشخص برأي فاسد ويموت دفاعا عنه.

 

في النهاية التشبث بالرأي والإصرار على عدم سماع الآخر، هو جمود فكري لايليق بالمتعلم ولا الباحث عن الحقيقة..

يقولون ؛

إن ما تجد في النهر ما لا تجد في البحر.

 

لا تكن احادى الرأي ، فمن الجميل ان تؤثر وتتأثر،ولكن إياك ان تذوب فى رأي الاخرين،فإذا شعرت أن رأيك مع الحق،فأثبت عليه ولا تتأثر…

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

كوتش علاقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى