مقالات مجد الوطن

خلقنا مختلفين لنتكامل 

 

خلقنا الله سبحانه وتعالى، مختلفين لنتكامل ،فيحتوي الحنون الغاضب ، و يساعد الهادئ المتسرع ، و يتوازن المسرف مع المدبر ، و يطفئ المتفائل لهيب اليأس …خلقنا لنحيا حياة طيبة

 

الاختلاف بين الناس سنة من سنن الله سبحانه و تعالى ،فقد خلق الله تعالى خلقاً لا يختلفون و هن الملائكة …

و خلق خلقاً لا يقدرون على الاختلاف كالجمادات ….فكان من تمام الكمال و قدرة الله سبحانه

و تعالى أن يخلق خلقًا مختلفين قال تعالى : { و وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }

 

والإنسان لا يستطيع أن يلبي حاجاته كلها بنفسه فهو يحتاج إلى النجار و الخباز

و المزارع و الاختلاف سبب لعمارة الأرض ، و سبب في نشوء الصناعات ليقوم كل إنسان بنفع إخوانه بأن يقدم لهم ما يتقن من الصناعات فمن يتقن صنعة يقدمها لمن يحتاج إليها

 

إن اختلاف الناس رحمة بهم ،

و يساعدهم على بناء مجتمعات متكاملة ،فيما بينها مما يسهل عمارة الأرض …

 

و الناظر في الكون يجد أن الاختلاف يتمثل بخلق الثنائية في الكون مرة في المشاعر، مثل :

الرضا والغضب، والفرح والحزن.

ومرة في المخلوقات الضخمة:

كالسماء والأرض، والبر والبحر

وفي الناس كالذكر والأنثى.

وفي أوصافهم :

كالغنى والفقر، والقصر والطول .

هذا أسود و هذا أصفر

و كذلك لم يجعل الله سبحانه و تعالى الناس يحملون نفس الطباع ، بل خلقهم مختلفين، متنوعين فهذا هادئ و ذاك عصبي و حاد و هذا حليم و الاختلاف و التنوع بين البشر يشمل كل الخلق حتى لو كانوا من نفس الأب و الأم مشتركين في الأصل و متحدين معه لن يكون هناك بينهم تماثل و تطابق

لأن هذا التنوع و ذاك الاختلاف ، هو ما يجعل الناس تتشابك في العلاقات …

 

إن الاختلاف ميزة في إثراء الفكر فلا تطابق يغني عن الناس و لا اختلاف يؤدي إلى نزاع هو تكامل { ولَو شَاء ربُّكَ لَجعلَ النَّاسَ أمَّةً واحِدةً }

 

علينا محاولة فهم وتفهم للأراء ووجهات النظر للغير وخاصة المختلفين معنا ، مع مراعاة بعض الأمور الهامة والتي قد تعين أكثر على تجاوز الخلافات وتقبل الاختلاف، مثل معرفة خلفيات الأخر و ظروفه ، وتربيته ، وما مربه في حياته ، و الخبرات الحياتية التي شكلته ، ومدى قسوتها ، والتسامح و تقبل الأعذار يعين في ذلك كثيراً.

 

كما علينا عدم اعتبار الاختلاف

و مظاهر الاختلاف بين الناس على أنها سبب للتعكير والضيق والنزاع والتنافر ، بل علينا تغيير النظر لتلك الاختلافات وجعلها نظرة أعمق ،إن هذا الاختلاف ما دام لم يمتد للأصول ، فلا مانع من اختلاف الفروع ، و لن يكون سبب ضرر بل سبب في التقدم أكثر.

 

وجب على كل شخص أن لا يعتبر نفسه دائما هو أصل أو أنه الأصل في كل الأمور، وعلى غيره واجب أن يصبحوا تكرار له صورة منسوخة منه . إن الاختلاف يجعل الفكر أكثر تنوع، وتكامل ..

 

ندى فنري

أديبة/ صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى