مقالات مجد الوطن

لكل زمن حلاوته 

 

مهما كان الماضي جميل لابد أن الحاضر أجمل ، صحيح أن الحياة كانت أبسط

و وسائل التسلية كانت أكثر ، و لمة العائلة لها طعم خاص، تشعرك بالراحة النفسية حيث كانت وسائل التواصل الاجتماعي أقل تأثير على محيط المجتمع ، لكن مقارنة الماضي بالحاضر فيه بعض الظلم .

 

ماضينا الجميل الذي عشنا فيه يختلف عن حاضرنا الآن ، لكن يبقى لكل زمن جماله …

 

الناس تقارن بين الماضي، و الحاضر

ويعتقدون أن الماضي أفضل، مما نحياه في وقتنا الراهن ،الحنين إلى الماضي

و عبقه و روحه و إخلاص زمان و حب زمان و أيام زمان حالة يصر البعض على عيشها رغم أن الماضي له مع حلاوته، معاناته و مآسيه …

 

لا يمكن المقارنة بين الماضي و الحاضر والمستقبل ، لا شك أننا نركز على اللحظات الجميلة في الماضي و نعيش حلوها و نقائها فقط …كنا سعداء لبساطة الحياة انذاك، التي تتناسب مع واقعها ، الحياة الآن في تطور مستمر و سريع لدرجة تجعلنا لا نستطيع أن نستوعبها ،فعدد السكان في نمو متزايد ، ضاقت المنازل و الشوارع ، و أصبحت الشوارع مليئة بالسيارات و الأحداث السريعة تشعرنا بأننا لا نستطيع مواكبتها ..و مع ذلك يستطيع الإنسان الاستمتاع و العيش في كل جوانبها …

 

ماضينا مليئ بالذكريات من كل الأمور فعلينا أن لا نظلم الحاضر باسترجاع حوادث جميلة، نتغنى بها بين الفنية

و الأخرى .

 

مع كل زمن هناك أحداث و ظروف و مع كل مرحلة عمرية هناك تحولات تترك أثر على الحياة ..هناك قيم و عادات ذهبت مع الريح في ظل التحول الرقمي و التكنولوجيا ،و تأثرنا الآن بهذه التحولات ، تأثرت صداقاتنا و علاقاتنا و التزاماتنا لكن لو قدر للأسلاف أن يروا ما نحن فيه لحسدونا على هذا التقدم و هذا الترف الذي نعيشه ..لكل زمن له منافع كثيرة و مساوئ أيضا …

 

ما أجمل الصباح و نحن نشعر بالحب

و الولاء و نحاول أن نعيش الحاضر بأجمل مافيه ، نبتسم لمشاعرنا الجميلة ، و نتهيأ للخير ،فلكل زمن انجازاته و ناسه و محاسنه و أوصافه و حتى ملامحه ، ليس علينا أن نتحسر على أيام زمان و حب زمان و تاريخ زمان و ناس زمان لكل زمن حلاوته ،و سعادته و غناه و فقره ، و شدته،و ضعفه ….

 

هذا الزمن جميل و سيأتي يوم نتحسر عليه لذلك عيشه بكل طريقة مناسبة للحداثة و لا تضيع الوقت في النظر لملامح زمان و مكان زمان و أيام زمان ، فلا تشابه و لا تقارب …

 

البعض ينسى أن يعيش الحاضر و يفكر في المستقبل و الأجيال القادمة و يخاف المجهول ، يمكن صحيح ، لكن لا نستطيع قراءة المستقبل ، علينا أن نختار الآن أن نعيش الحضارة الحالية ، قال الشاعر السوداني العادي آدم

قد يكون الغيب حلواً

إنما الحاضر أحلى

 

عش مع تقلبات الزمان و تصاريف الأقدار فلكل زمن حلاوته …

 

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى