ما عُدْتُ كالماءِ في عَيْنَيْكَ أُبْصِرُنــي
ولا أرى الشُّوقَ في البَسْماتِ يرْسُمُني
بل صِرْتُ أُبْصِرُ بعضَ الشَّكِّ مُتَـــكئاً
على رموشٍ كمثلِ النَّصْلِ يطْعَنُني
فما الذي حلَّ في الوجدانِ فانقلبت
ملامحُ الودِّ بعد الأنسِ والسَّــــكَنِ
وصِرْتُ كالظِّلِّ وسْطَ السُّورِ تَحْبِسُهُ
مواقِدُ النَّــــارِ في الأركانِ كالوثــــنِ
كأنَّها من رواقِ القــــلْبِ قد زُويَــــتْ
مشاعِرُ الحُبِّ في أغلال مرتهـنِ
أتَسْلَخُ الْعِشْقَ مثل الّليلِ لو بَصُرُتْ
شَمْسٌ بهِ فرَّ في الآفاقِ من وهَنِ
خاوٍ من الشَّوقِ في تيهٍ وفي ضجَرٍ
يَشُدُّ ثُقْلاً على الأميـــالِ كالقُنَـنِ
لو كُنْتَ كُفــــــئاً لهذا الحُــبِّ تَقْدُرُهُ
فالحُـــــبُّ نَهْرٌ بهِ فيضٌ من الْمِنَنِ
يُبَلِّلُ الرّوحَ بالأشواق يغمرُها
ويحفظُ الحُبَّ في القلبينِ من مِحَنِ
فَلْتُطِلقِ الشَّكَ وسط البحرِ تَنْـــثُرُهُ
دَعْنا نُفيضُ الهوى كالنّبعِ من حزَنِ
ونرُقِصُ العشق َ بالأحْــــــضانِ من ولعٍ
كفى نشدُّ الهوى والردّ لم يحنِ
عبدالصمد المطهري