بقلم يحيى حسين ناصر شعبي محنشي
معلم اللغة العربية بمتوسطة حكيم بن حزام – ظهران الجنوب
“بسم الله الرحمن الرحيم ”
الحمد والشكر لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد :
لايخفى على أحدٍ أن التعليمَ أساسُ التقدمِ والحضارة ،وإن أساسَ ذلك هو المعلمُ فيما يبنيه من أجيالٍ واعيةٍ متعلمةٍ تصنع الحضارةَ والتقدمَ،والمعلمُ هو الركيزةُ الأساسيةُ فمتى ماكان مجدًا مفيدًا قدوةً كان الأثرُ والنتيجةُ مثمرين في صناعة الأجيالِ المتعلمةِ ، الواعيةِ ،المتقدمةِ ،المفيدةِ ، لدينها ودنياها ، قال سبحانه وتعالى : (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (الزمر: 9) ،،ومما لاحظناه أن تقدمَ الأممِ كان أساسَه التعليمُ الناجحُ المثمر وربما يواجه المعلمُ والمتعلمُ أمورًا قد تصعّب عمليةَ التعليمِ الناجحِ ولكن عليهما التغلب على ذلك بالصبر والاجتهاد وجعل تحقيق الهدف أو الأهداف حافزا وكل ذلك بالإخلاص لله جل وعلا ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ) أو كما جاء -فتنمية قدرات المتعلم تأتي بعد توفيق الله من المعلم وكيفية تعليمه وتنمية المهارات لدى المتعلم وفق الطرق التي تقوي ذلك وبالتوجيه الحسن والقدوة، والتأثير في نفوس المتعلمين عن أهمية التعلم -قال الشاعر :
⁃ بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ
⁃ فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
⁃ كَمْ بَيْنَ مَا تَلْفِظُ الأَسْيَافُ مِنْ عَلَقٍ
⁃ وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ
⁃ لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ
⁃ بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ لا بِسَفْكِ دمِ
⁃ ولاشك أن أول من علم بعد الله جل وعلا هم الأنبياء والرسل عليهم السلام وخيرهم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكل ما نتعلمه الآن من تعاملات تربوية ومحفزة كان قد أوصى بها المصطفى عليه الصلاة والسلام – وإن المعلم متى ما تهاون فإن النتيجة سيئة وضعيفة في المتعلمين ومتى ما كان قويا مجدا مميزا في طريقة توعيته وتعليمه كان الأثر قويا عظيما – وربما أن المناهج قد تكون غير شاملة أو طريقة تنسيقها ضعيفة ومشتتة وأيام الدوام المملة إلا أنه لابد على المعلم أن يجتهد في تحسين ذلك بما يقدمه وفق الاستراتيجيات المحفزة الناجحة ووفق خبرته في إدارة أخطاء مطبعية أو ترتيب منهجي للمادة التي يقدمها بحيث تجعل المتعلم متحفزا لدراستها وتنمية المهارات لدى الطلاب بما تقتضيه الحاجة- ومن الأمور التي يجب على المعلم أن يحرص عليها هي مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وأن يجعل المتعلم مدركا بالمساواة وأن يكون مسابقا على تفوقه وهذا يجعل المتعلمين متفوقين، والتغلب على المصاعب يأتي بالجد والاجتهاد والمثابرة والتحفيز المستمر- وفي الختام نذكر الناس بعظمة المعلم وأن يقدروه ويدعموه فعلى يديه تخرج الوزير وغيره ونوجه الشكر للمعلم ونحييه ونذكره بأنه هو الأساس في صناعة الإنسان الناجح ،فعليه أن يكون الأداة الناجحة المحفزة لتكوين الأجيال المبدعة المبتكرة الصانعة لتقدم أمتها ووطنها والمحافظة على تاريخها المشرق الذي بدأه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم – في نشأة حضارة تقدمت على كل الحضارات في الرقي الأخلاقي والعدل والتقدم العلمي والاقتصادي والثقافي وغير ذلك والتي ضعف بعضها بضعف الأمة وتسلط أعدائها