مقالات مجد الوطن

العلاقات دوائر 

 

يقول ‏- نجيب محفوظ :

في بداية أي علاقة تظهر المشاعر

‏وفي نهايتها .. تظهر الأخلاق !”

 

و يقول أيضاً :

لا علاقة لي بنواياك الحسنة حين تكون أفعالك سيئة ، ولا شأن لي بجميل روحك ما دام لسانك مؤذياً.

 

في بداية العلاقة تظهر المجاملات لا المشاعر!

 

و عندما تنكشف الطبائع و الأسرار

و تخبو نار الفضول تظهر الأخلاق .

 

كيف تصنف العلاقات في حياتك ؟

 

العلاقات شي أساسي في الحياة الاجتماعية و يتم تقسيمها إلى دوائر

و تسميتها حسب اهتمامات الشّخص

و مدى اهتمامه بالنّاس المحيطين به، فعلى سبيل المثال :

– دائرة العائلة

– دائرة الأصدقاء

– دائرة العمل

– دائرة التّطوير

– دائرة المقرّبين

و هناك الدائرة الخاصة: وهم المقرّبون الذين تتشارك معهم بعض أسرارك ..

وهناك الدائرة الوسطى: وهم العزيزون عليك وتثق بهم، وبينك وبينهم مسافة ..

وهناك دائرة المعارف: وهم الذين تراهم في المناسبات الموسمية ..

 

تتعب إذا أخطأت في عطاء من لايستحق، كل له منزلته.

 

فدوائر العلاقات هي تصنيف الأشخاص في “مجموعات” (دوائر)، بحيث تشترك كل مجموعة في خصائص المعاملات .

 

لنبدأ من الدائرة الأولى :

تُخبرك أنه لابُد أن تبدأ بنفسك فتقوم بوضع دائرة خاصة لك لايُشاركك فيها أحد .

 

هناك من سيقول لك هذه أنانية ونوع من أنواع التخلي , ولكن لابد لكل إنسان من دائرة تحويه لوحده يعيش فيها حياته بنفسه ويُمارس فيها كل مايحتاجه من تحسينات وتفقد لنفسه وإعادة بناء وترميم ليظل سليماً بعيدا عن أي ضغوط من أي نوع حتى يتمكن من إعانة من يحتاج عونه .

 

في الطائرات يخبروننا أنه في حال الحاجة للأكسجين , فأنت لابد أن تضع قناع الأكسجين لك أولاً ثم تضعه لطفلك , فما سمعنا عن غريق أنقذ غريقاً قط ..!!

هذه الدائرة لاتتنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف .

 

وأنت تبني الدوائر المحيطة بك بناء عليها ، و هذه الدائرة لابد فيها أن تتسامح مع نفسك بلا حدود و أن تحب نفسك بلا شروط وأن تجعلها مرتبطة بالله سبحانه وتعالى وأن تغمرها بالأمل والتفاؤل والصبر والحكمة ..

 

ثم تأتي بعد ذلك , دائرة نسميها الدائرة الخاصة , و في هذه الدائرة لابد أن تنتقي المتواجدين بها بحرص و لاتسمح لأحد الدخول فيها إلا من يستحق الدخول , فهذه الدائرة ستكون ملاصقة لدائرتك ومؤثرة عليها تأثيراً بالغاً ،و كذلك سيكون تأثيرك عليها كبيراً جداً …

هذه الدائرة تضم عادة الزوج أو الزوجة والأب والأم والأبناء ومن يرتبط بك من أخوة ارتباطاً يُدخله في هذه الدائرة الخاصة …

 

هذه الدائرة التي لايحقُ لك أن تتعداها لغيرها مالم تستوف كل احتياجاتها المادية والنفسية والمعنوية .

 

لابد أن تكون مقدمة على غيرها في كل شيء , وتكون فيها مساحات حب كبيرة جداً ومساحات تسامح وغفران وتجاوز وقبول أكبر , وهذه هي الدائرة التي لاتستطيع خسارة أي عضو فيها مهما حدث , وحتى الزوجة إن أخرجها الطلاق منها فلا بد أن يكون مكانها محفوظاً من أجل قوله تعالى { ولاتنسوا الفضل بينكم } ومن أجل أطفالكم .., وهذه الدائرة التي أنت مسؤول عنها أمام الله جل في علاه فأنت راع لها وسيسألك الله عن رعيتك ..

 

أما الدائرة الثالثة فاخترت لها اسماً الدائرة الهامة , وهي دائرة مكونة من مجالات متتالية تضع في كل مجال الأهم ثم المهم حسب قرب المجال من حدود دائرتك الخاصة , فهي تضم في المجال الأول أخوانك وأخواتك وأولادهم وبناتهم وأزواجهم وزوجاتهم , ويضم المجال الثاني ذوي رحمك من ناحيتك ومن ناحية زوجتك وكل من يرتبط بك بصلة قرابة بعيدة كانت أو قريبة من طرفك أو حتى من طرف أولادك , وهذه الدائرة التي لابد أن تنقل لها لابُد أن تحافظ فيها ولو على حد أدنى من العلاقة والتي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم حسب طاقاتك وقدرتك , وإن أحتاج بعض من فيها لسياسة علاجية خاصة فلا بأس في ذلك دون ظلم أو تجاوز أو نزول عن الحد الأدنى من العلاقة الإنسانية …

 

وقد يُجبرك أحد الأقرباء في هذا المجال على نقله إليها بسوء سلوكه , ولكن لاتخرجه من هذه الدائرة مهما حدث .

 

و لا بد في هذه الدائرة أن يقل التأثير على مشاعرك وأحاسيسك ونفسيتك كلما ابتعد المجال المتواجد فيه الشخص عن دائرتك الخاصة ..

 

وتأتي فيما بعد دائرة أُسميها الدائرة القريبة وهذه ينطبق عليها نفس سياسة المجالات في الدائرة الهامة , ولابد أن يكون التأثير على المشاعر والاحاسيس قد قل كثيراً في هذه الدائرة , وهي تضم الأصدقاء والمعارف المقربين وغيرهم ممن تختارهم ليكونوا في هذه الدائرة , وهذه الدائرة لامجال أخير فيها تُخصصه لمن ساء سلوكه , بل تُخرجه مباشرة – إن أعيتك سبل علاجه – إلى الدائرة العامة ..

 

ثم تأتي الدائرة العامة وتضم كل خلق الله ، وهذه الدائرة لامجالات فيها و لابد أن تتعامل مع من فيها بأخلاقك الحسنة وتربيتك الرائعة وأن تُراقب الله فيهم وأن تترفع عن المسيء وتتجنبه و لا تخوض معه في وحله ، وفي هذه الدائرة يُفترض أن لاأحد يستطيع المساس بأحساسيك ومشاعرك ونفسيتك ، قد يُغضبك أو يُفرحك أو يُحزنك ولكن هذه انفعالات مؤقته لابد أن لاتتفاعل معها نفسياً تحت أي ظرف من الظروف ..

 

دوائر العلاقات الاجتماعية لكي تتقنها تحتاج إلى أن تصطلح مع ذاتك وأن تملك قدرة كبيرة على السيطرة على مشاعرك وأن لاتسمح لأحد أن يتحاوز مساحته في دائرته المخصصة له تحت أي ظرف من الظروف ..

 

كيف تكون علاقات ناجحة ؟

 

أظهر اهتمامك للقاء الأول عندما تلتقي بشخص ما للمرة الأولى، استثمر بعض الوقت في بحث سريع عنه. …

كن عضوا فعالا في مجتمعك …

احتفل بنجاح الآخرين …

كن متواجدًا باستمرار …

كن عميقاً …

تطلع للمستقبل ولا تنس الماضي …

لا تستعجل …لا تتصنع

 

ندى فنري

أديبة/ صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى