مقالات مجد الوطن

وافترقنا

بقلم الدكتورة فتيحة بن كتيلة .

انها الليلة المائة ….

وقفت خلف النافذة كعادتها المائة تترقب عودته ..

وقع اقدامه مازال في مسامعها….

ملامحه باهته …

وبقايا الشوق مازالت

لمحت اول حرف واخر حرف مكتوب على الشجرة المقابلة …تذكرت اسمه وكل شى من الليلة المائة.

كان يحب المطر ..والغيوم وفصل الشتاء.

ويحتسي قهوة الكاكاو ساخنة ….

ذات يوم انزلق وسقط وتورم كاحله ولكنه ضل يضحك ويضحك …

التفاصيل البسيطة والصغيرة لا يفهمها إلا الغارقين في الأعماق….

وصارت تخشى الطريق …فقال لها الطريق آمن يا ……،

لا تكترثي للطريق

فقط تأكدي أنني ‏أنا هنا حين تخونك الشوارع والطرق، والمدينة ويخونك المطر والثلج .. حين تفقدين القدرة على فهم الحياة والاشياء من حولك وتغدين بلا وجهة وأصدقاء، انا كلي لك ، فاتكئ وامضي شامخة …وقولي يا انا

قالت لدي الكثير من الحب لأمنحه لك … كل ما يتوجب عليك فعله أن تكون صادقا معي و فقط….ولك في القلب ما لا يجوز لغيرك وفي النبض نبض على سواك محرم.

ابتسم وقال لها انا صادق فسالي الصدق يخجل من صدقي …

وافترقا ….واختفى خلف شجرة التين الشامخة …..

‏نام الجميع في هدوء وكيف النوم يطرق عيناها ‏والنار في قلبها من الشوق تضطرمُ

فتحت غرفت اخوتها …

تنهدت وقالت ‏ناموا هنيئا لكم إذ ليس يشغلكم ‏من الهوى أَمل مثلي ولا ألم…..

ثم تلحفت في غطاءها تغالب دمعها وصمتها

ومن قال أننا في صمتنا لا نشتاق .. !؟

نشتاق و بشدة والم

و لكن … يخرسنا الشوق والمجتمع والكبرياء…..

وقفت في النافذة انها الليلة المائة وواحد لمحت صورته ….لكن بجانبه فتاة تبدو عروس …يضاحكها كما فعل معها ذات يوم .

فتحت النافذة وقالت بهدوء غير معتاد

كنت اخاف ان يأخذ أحدا مكاني

حتى اكتشفت ان لامكان لي اصلا.

وجد بقايا اوراق قديمة بقايا شوق ورسالة عيد ميلاد اشياء تذكره بأسمها ورسمها وعنفونها وحنانها وجنونها وشوقها وخوفها عليه.

وجد اول حرف واخر حرف مكتوب بقلمه ويده .

افتقدك..

ويبدو ان هذا الشعور سيعيش طويلا في صدري….

كتب لها

وسلاما لمن نعشق وجودهم ولهم في قلوبنا حبا دون لقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى