ووَصِيَّتي بَعدَ المَماتِ بأنَّني
أُلْقَى بِقَبري جَوفَ ليلٍ مُظلمِ
لا يَحضُرِ العُذَّالُ ساعةَ مَغْسَلي
كي لا يَعَودُوا لِلحَديثِ بِمَغنَمِ
كَم حَمَّلوا النَّفْسَ الظَّلُومَةَ وِزْرَهَا
وتَحَمَّلُوا مَعَها حُمُولَ المأثَمِ
تَدعُو الثُّبورَ بِحُرقَةٍ ومَرَارةٍ
وتَرَى بِها حالَ البُكاةِ اليُتَّمِ
ذهبَ الصِّبا والشَّيبُ طَرَّزَ مَفْرِقي
ظَهْري تَقوَّسَ والضُّمورُ بأعظُمي
لكنْ وَعِزَّةِ خالقي الجَبَّارِ لنْ
أعفوْ.. فَمَنْ كَسَرَ الفؤادَ سَيَنْدَمِ
ساقُوا المَشاعِرَ نَحوَهُم حتـى غَدَوا
وكأنَّ شيئًا لم يَضُرَّ بِمُسْلِمِ
ظَنُّوا المَشاعِرَ لا تُحِسُّ بِجَرحِها
وبأنَّني مِن غيرِ لَحمٍ أو دَمِ
كَم قَيَّدوني بالكلامِ و كَذْبِهِم
ونَسوا وُعودًا.. دونَ أيِّ تَنَدُّمِ
وقتُ السَّماحِ مضَى وما مِن رَجعةٍ
فاتَ الأوانُ فلا تَعُد أو تَحلَمِ
وغَدًا ستَجتمِعُ الخلائقُ كُلُّها
يومَ القيامةِ عِندَ رَبٍّ أَحكَمِ
سَتَرى هُنالكَ كيفَ يُؤخَذُ حَقُّ مَنْ
ظُلِموا، وعاقِبَةَ الجِراحِ المُؤلِمِ
بقلم البرنسيسة :
أميرة العسيف أم الأمر