………
ليلة شتاء ، مطرها ساكب
لابرق ، ولاصوت راعد..
.
اسمع عيال الحارة من بهجة امّطر يلعبون ، (يارب زيده وإحنا عبيدك)..
(امّطر يوشل وسعيدة تقشر)..
(امّطر ، مطر الله ، واسقونا سقاكم الله)..
.
أُمي تصارخ عليه وتقول:
(تفاقدي امسطح وجرّفي امويّه ، سقف امّجلس يهطّل )..
.
طلعت على دكّة أمّيفا و رفعت راسي من على امّجدار ؛ لقيت مسراب امّبيت مسدود ، وسطوحنا غارق ..
.
ألتفت على صوت جارتنا عساية ، تنادي وتقول لي :
(بارحي امّسراب قبل لايطيح بيتكم)..
وبصوت همهمه أثنت وقالت : (بيوتنا خاوية)..
.
نزلت أدور على خيزرانه ، أبارح بها امّسراب ، لقيتها معلقة فوق امّصرفه على جدار امّعقب ..
أخذتها ورجعت للسطح ..
بارحت امّسراب ، وجرفت امّويه..
.
وماهي إلآ دقيقة ؛ واسمع عم صالح ينادي ويقول :
(غرّقتم امّزقاق ، يا الله بساعة طيبة وامسيل حتى امّركب)..
.
طلعت على دكة أميفا ورديت عليه
بيتنا غرق عم صالح ..
رفع راسه وطالع فيه ، و رد عليه وقال:
ولا يهمك يابنتي ، دحين أرفع لك غطاء غرفة التفتيش ويسري كله أمبحر ..
.
ابتسمت لرده عليه ، وضحكت على خالة صفية مسرابنا غرقها وهي مجنبه من تحته ..
ناديت عليها بصوت عالي ، قلت لها :
خالة صفية ، أدخلي عندنا حتى يوقف امّطر ، قالت :
(لا لا ،، مكمله مشواري وما عليه ، هو اللآ غريب عزيز )..
تقصد (أمّطر ) يزورنا في السنة مره..
.
ليلتها سمعنا إن جدار بيت عم يحي انهار من امّطر..
و(سهوة) خالة فاطمة جزء منها طاح ..
وخالة عليه بيتها نازل عن امّزقاق غرق كله ..
صادقة جارتنا عساية ، بيوتنا بالبلد (خاوية)..
الليلة غرقنا..
…….
الكاتبة:أحلام أحمد بكري